وثق بالله تسعفك الغيوب
أَمَـوْتٌ فـي الـحـيــاةِ و لا غُــروبُ
و هَــمٌّ يَـسْــتَـبِــدُّ و لا خُـطــوبُ
و حُــزْنٌ يَـعْــلَــقُ الأرواحَ طَــيًّـــا
و يـأْسٌ تُـســتَـبــاحُ بــه قُـلــوبُ
هـي الـدنــيــا تَـسُــرُّ الـنـاسَ حـيـنًــا
و أحــيــانًــا هـي امْــرأةٌ لَـعــوبُ
إذا مــا أقْـبـلَــتْ سَــلَـبَـتْ عُــقــولاً
و إمّــا أدبــرتْ فـهــي الـخَـلــوبُ
و لـكـنْ إنَّ بـعـــد الـعُــسـرِ يُـسـرًا
و بـعــد الـضُّــرِّ سَــرّاءًا تَــؤوبُ
و حـاشـا يـغـلـبُ الـيُـسـرَيــنِ عُـسـرٌ
وإنَّ الـعـسـرَ في الـعُـقْـبـى غَـلــوبُ
فـلا تــيــأسْ و لـلأكــوانِ ربٌّ
بِـكُـنْ تُـجْـلـى إذا قـالَ الـكُــروبُ
وإنْ صُـبَّـتْ عـلـيـكَ ضُـروبُ عـسـرٍ
فـسـوف تـعـودُ بـالـنُّـعْـمى ضُـروبُ
فـإنَّ الــيــأسَ فـي الأكــبــادِ نــارٌ
و نــارُ الــيــأسِ لاهِــبــةٌ شَــبــوبُ
تـذوبُ بـه الـقـلــوبُ و تَـصْـطَـلـيــهِ
و بـالآمـالِ كُــلُّ أســىً يـــذوبُ
إذا مـا الـيـأسُ عَـشْـعَـشَ فـي قــلــوبٍ
و نـالَ شِــغـافَـهــا رانٌ و حــوبُ
تَــراهــا شــارِداتٍ تــائــهــاتٍ
تَـقـاذفُـهـا الـمَـفــاوِزُ و الـسُّـهــوبُ
تَـخَـبَّـطُ خَـبْـطَ عَـشْـواءَ اضْـطِــرابـًا
و تَـحْـمـلُـهـا إلـى أسَـفٍ رَكــوبُ
فـلا تـجْــزَعْ إذا خَــطْــبٌ تَــمــادى
و ثِـقْ بـالـلـه تُـسْـعِـفْـكَ الـغُـيــوبُ
و قُـلْ يــا ربِّ تَـحْـظَ بـكـلِّ سُــؤْلٍ
و تَـنْـفَـحْـكَ الأَطـايِـبُ والـطُّـيــوبُ
إذا هَــبَّــتْ جَـنــوبُ الـرّيـحِ يــومًـا
و خَـيْـرُ الـرّيـحِ بـالـنَّـفْـعِ الـجَـنــوبُ
فـإنْ هــبــتْ فَــبِــالآمــالِ تُـقْـبِـلْ
و لـلآمــالِ إنْ حــانــتْ هُــبــوبُ
تَـجـيءُ بِـريـحِـهــا الـخـيـراتُ تَـتْـرا
و لـلآلامِ مُــرْغَــمَــةً ذَهــوبُ
إلامَ تـظـلُّ مَـحْــزونـًـا قَــنــوطـًـا
تَـتـيـهُ بـكَ الـمَـسـالِـكُ و الـدُّروبُ
تـهــونُ لـكـلِّ عـاصـفــةٍ و تَـخْــزى
تَــذِلُّ لـكــلِّ نــائــبـــةٍ تَـنــوبُ
و فــوقَ الــكــلِّ رحــمــنٌ رحــيــمٌ
هــو الـمـأمــولُ مِـعْــطـاءٌ وَهــوبُ
خَــزائِــنُــه مـنَ الــرحــمــاتِ مَـلْأى
مُـحـالٌ أنْ يُــدانــيــهــا نُـضــوبُ
فَـخَـلِّ الـبِـشْـرَ فـوقَ الـوَجْـهِ يُشْرِقْ
يَــزُلْ عـنـهُ مِـنَ الـبِـشْـرِ الـشُّـحـوبُ
فـريـحُ الـبِـشْـرِ طَـيِّـبَـةٌ شَـبــوبُ
و مُـزْنُ الـخـيــرِ صَـيِّـبَـةٌ سَـكــوبُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق