الخميس، 2 مارس 2023

ســألـتُـها / بقلم / محمد الدبلي الفاطمي

 ســـــــــــــــألـــــــتُـــــــــــــــــها


سألتُـــــــها قائلاً:يا قِبــــــــلةَ الأدبِِ
هلْ أنتٍ آتيةٌ من سالفِ الحـــــــــــقبِِ؟

أمْ أنت زائــــــــرةٌ منْ أرْضِ أندلسٍ
أمْ تُحْفَةٌ هجرتْ موْســــــــــوعةَ العربِ؟

شمًمْتُ فيك نسيماً منْ حضارتنا
فقُلْتُ:كَيْفً أتَتْ صنّــــــــــاجَةُ الطّــــربِ؟

أتلْكَ فاتــــــــــنَةُ التّاريخِ قَدْ قدِمَتْ
تخْتالُ بـــــــــــيْن رُوادِ الشّعرِ في الأدبِ؟

قالَتْ:أيا وَلدي إنّي مُشــــــــــرّدَةٌ
بعد احْتلالِ شُعوبي واعْــــــــــــتقالِ أبي

وَطأطأتْ رأسَها والحُزْنُ يأْسًـــرُها
أنا التي كنْتُ شَمْساً في هوى الـــكُتبِ

أهْلي أضاعوا بِفعْلِ اللّهْوِ مَوْطِنهُمْ
وشَـــــــــبْرَقوهُ فَبيعَ المَجْدُ بالــــــــعِنَبِ

أبكي على وطني في الكَوْنٍ هائمةً
منْ بعدما غَربتْ شَمسي ولمْ أغِبِ

أنا العروبَةُ في الــــقرآنِ قدْ حَـملتْ
قولاً ثقــــــيلاً بذكرالله في الـــــــــحِقَبِ

أنا المـــــــآثرُ في صَيْدا وفي عَدنٍ
أنا الشّهامةُ في طَنْطا وفــــــــي حلبِ

أنا الحضارةُ أعْطتْ منْ مَــــكارِمِها
فــــــــــضْلاً كــــــثيراً منَ الياقوتِ والذهبِ

رموْا لساني بِعُقْمٍ في مدارِسِهمْ
وليْتَـــــــــهُمْ قَوّموا التّفـــــــكيرَ عنْ كثبِ

وأبعدوني عنِ الإعْرابِ فانطــــفأتْ
شمسُ البيانِ بلــــــــغْوٍ ليسَ منْ أدبي

أنا المُحيطُ الذي في قعْـــــــرِهِ دُرَرٌ
وفيه قوتٌ من الحـــــيثانِ والــــــــــعجبِ

تركتُ في أثَري الإسْلامَ فلسفةً
وليسَ مثلُ كـــــتابِ الله فــــــــــي الكتُبِِ

وَسِعْتُ وحْياً بذكرِ الله مُنْــــــــــفَرداً
يُتْلى مُبيناً على الأطــــفالِ والــــــنُّخبِ

لسانُ حالي يقولُ اليومَ :إنّ فَمي
مُكَــــــــــــمّمٌ بِلــــــــجامِ اللّــغْوِ والكُرَبِ

وأمّتي في وُحُولِ الجَهْلِ قد غَرِقتْ
فأصـــبحتْ مَرْتَعاً للنّهبِ والــــــــــشّغبِ

تضَعْضعَتْ لُغتي في جوْفِ مُجتمعي
لـــــــمّا تورّطَ في البــــلْوى ولمْ يَتُبِ

وجرّهُ الكسلُ المــــــــــعْتوهُ نحْوَ غدٍ
في حُضنهِ الضّادُ قد أضحى بلا نسـبِ

ورقّعــــــــــــــوني بلغْوٍ في مَدارسِهم
فتاهَ شعْري ونام البعثُ في كتبي

فكـــــــــــيْفَ أسْعَدُ واللأيّامُ قد نزعتْ
منّي بهاءَ فـــــــــــــنونِ العلمِ والأدبِ

يا حاملاً قـلمَ الإبداعِ في وطـــــــني
أســــــــقطْ قــــــــناعَ هراءٍ ظلّ يلعبُ بي

وانزعْ بشعْرِكً داءَ اللّغوِ مِنْ جسدي
وابعثْ بيانَ فصــــيحِ القولِ في رُتَبي

فأنت ياولدي مُستــــــقبلي وغَدي
ولا أريــــــدُكَ في الأبناءِ مْـــــــغْتَصِبي

محمد الدبلي الفاطمي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صرخة بلآ صدى / بقلم / عزة ناصف

  صرخة بلآ صدى أصرخ صرخات ليس لهآ صدى تشكو من ذل وامتهان أصيب الإخوان بالعمى وأعيش في كابوس لحظاته مدى ويرتجف جسدي من الخوف والقسى ويسمع وي...