الأربعاء، 30 يوليو 2025

أيُّ جُرحٍ / بقلم / رامي بليلو

 أيُّ جُرحٍ

بقلمي:
أيُّها الألمُ الذي انسلَّ من خاصرةِ الغياب
كريحٍ بلا وجه
أيُّها المقيمُ في حطبِ أرواحِنا
كأنَّكَ تُؤلِّفُ من وجعِنا كتابًا لا ينتهي
أيُّ جُرحٍ ذاكَ الذي لا يَنزِف
بل يُفكِّر
أيُّها الغائرُ فينا
لا كطعنةٍ
بل كجذرٍ يشربُ من ماءِ ذاكرتِنا ويُثمرُ صمتًا
في كلِّ زاويةٍ فينا
كُنَّا ننامُ على حجارةِ الاحتمالات ونغفو بعيونٍ مفتوحةٍ على أبوابٍ أُغلِقَت قبل أن نصل
وكأنَّ العالمَ كلَّهُ سُدًى
نتجوّلُ فيه كغرباء
لا نعرفُ حتى لُغتنا
كلمُا أردنا الصراخَ
خنقَنا الهواءُ
وما أردناهُ أن يُسمع ماتَ على أعتابِ الحلق
لا يُبعث ولا يُدفن
ذاكرتُنا
كانت تقطرُ لا دمعًا
بل احتمالاتٍ محروقة
لو أننا لم نُصدِّق
لو أننا لم ننتظر
لو أننا لم نُغنِّ للحياة
وهي تَئِنُّ تحت أقدامنا
الصمتُ فينا
لم يكن خِيارًا
بل سلاحًا مكسورًا نحمله كي لا تُصابَ أرواحُنا بالهلاك الكامل
في داخلِ كلٍّ منا
مدينةٌ سقطت ولم تُدوَّن في كُتبِ الخرائط
لا يعلمُها التاريخ
ولا تبكيها الجغرافيا
مدينةٌ بناها الحنينُ وهدمها منطقُ النجاة
أطفأتُ نورَ روحي
كي لا أرى كم تشظيت
وجعلتُ الظلامَ مئذنةً أُؤذِّنُ فيها للصبر
كصلاةٍ يتيمةٍ لا مؤمِّنَ لها
في كلِّ جُرحٍ
مقامٌ للحقيقة
وفي كلِّ ألمٍ مُحرابٌ للانبعاث
ومن أراد أن يفهم
فليتوضأ من رمادِ الخيبة
وليدخلْ إلى ذاته كما يدخلُ الموجُ إلى صخرٍ لا يتوقّف عن الإنصات
أيُّها الجُرحُ الذي ما عدتُ أُسميه جُرحًا
لأنك غدوتَ أنا
لأنك لم تَعُدْ ضيفًا
بل نشيدًا أرتِّله حين أنسى من أكون
بقلمي

رامي بليلو٠٠٠هولندا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ليتها تعلم / بقلم / عبيد رياض محمد

  ليتها تعلم كتبت القصيد على حرفها كلماتُُ كانت في وصفها فاضت مشاعري في حبها فصرت كأني أسير لها و هام القلب في عشقها يدور كما البدر في فلكها...