(قصة واقعية)
من ثلاث اجزاء
نشرت سابقاً الجزء الأول واليوم انشر لكم
الجزء الثاني
من الغد، بادر هو بالنظر في القاعات والساحات و وجوه الطلبة بحثاً عنها. لم يتأكد من ملامحها،إضافة لكونها أتت مع صاحبتها
لم يطُل البحث جاءت إلى قاعته، نعم ، هي التي ألقت بكراستها وبين أوراقها رسالة عشق، ألقت الكراسة داخل سيارته يوم أمس . فتاة كاملة القد،ممشوقة القوام ،زادها الزي المدرسي سحراً
دنت منه وحيته، بشيى من الارتباك رد التحية، ما أشجعها، سلمت مبتسمة وحمرة علت خديها وخصلات شعر فاحم تداعب جبينها و أنوثة لا يمكنه تجاهلها..
انسحبت وتركته يصارع الهواجس والتهيؤات..
قرر أن يتعامل معها بلطف ويسايرها حتى لا تصدم.
عند المغادرة مرت من جديد أمام قاعته وانتظرت خروجه، تباطأ ليتجنب محادثتها التي أحسها تلامس كيانه. انتظرته ولم تغادر، خرج ومشيا جنبا الى جنب. هو يتخيل كل الإطار يرمقه،وهي لا تعفيه من هوس يرجّه.
في زاوية من البناية مدت له كراساً وقالت: أرجوك ساعدني في حل ذلك التمرين الرياضي وانصرفت.
أخذ الكراس مأخوذاً بالمفاجأة والتحق بسيارته ليقفل راجعاً إلى بيته.
أحس بالإنجذاب إليها،وبعد قراءة رسالتها المطوّلة ،ملؤها الشكوى من عذابات الحب، والتماس تقريبها منه وإلا فقد.. لم يشأ إعادة قراءة الجملة لشدة الخوف مما قد تقدم عليه مراهقة...
بعد تردد كتب إليها ،يذكرها بأهمية التعلم واحترام القوانين، لكن باباً ظل شبه مفتوح ليتسرب منه نسيم ود...
ثم تتالت الرسائل بينهما وارتفع النفس وتطور التعبير حتى بات يتوق إلى رسائلها ،بل أصبح ينتظرها بشوق.
أصبح الخلق في المؤسسة مختزَلاً فيها ،و باتت حيث ولّى وجهه وجدها قبالته، تعلق بها.
مرّت الأيام فالأشهر ثم السنوات. لم يلتقيا خارج المعهد ولا لامست يداه منها طرفا، كانا طاهرين ورمزين للحب النقي.
انتبهت بعض الأعين للعلاقة و سهرت على هدمها..
فازدادت معاناة الفتاة،وأصبح عبؤها أثقل. بين التعلق بأستاذها وخوف العسس..
أمضى أياماً يصبّرها وينصحها بالمهادنة، حتى حلّت العطلة الصيفية.
افترقا ولم يتواعدا بشيئ أو تبادلا العناوين...
طالت العطلة كأنها الدهر كله..
ثم جاءت العودة المدرسية، كانت متحمسة أكثر من كل مرتادي المعهد، كيف لا وهي ستسعد بلقاء فارس أحلامها..
جاء أساتذة المعهد تباعاً ولم يأت، واست نفسها بتواتر مجيء المربين وظنت أنه سيأتي.
علمت بعد أنتظار مر ومرير أن الاستاذ غادر البلدة إلى معهد ٱخر وبلدة أخرى لا تعرف عنها شيئا.
حين إلتحق بمعهده الجديد بمدينة ساحلية كبيرة، ورأى النشطاء،تذكر فتاته وخاف أن تتأثر و تتعرض للخطر.
تواترت الأشهر ولا علم له عنها،إلى أن انقضى العام الدراسي.
كان اهتمامه بالفتاة يتطور، كلما حاول نسيانها ازداد تفكيره بها.
ثم وبعد تردد ودراسة قرر أن يزورها، بل قرر أن يطلب يدها.
حاول صديقه إقناعه بخطأ ما ينوي إتيانه،فالتباعد دام سنة ولا يعلم عن فتاته شيئاً،فكيف سيطلبها؟!
عزم وارتحل نحو بلدتها، في طريقه إليها،التقى إحدى زميلاته سابقا ( كانت أصغر زميلة له).
حدثها بالأمر ،فقالت له:
ويحك،ألم تعلم إنها _مسكينة_ انتحرت ؟!
ارتعب من وقع النبأ وخشيَ ردة فعل كل من يعرفه،باعتباره سبب الواقعة حسب ظنه، تملص من محدّثته بسرعة و سارع بالمغادرة.
أمضى أياماً بين الإحساس بالذنب والحزن على موت بريئة ...
أقنع نفسه بالبراءة من موتها،لكن الواقعة اضجرت مرقده.
تتتالى الأيام وتمحي نسبياً الحدث ، واقتنع بالمكتوب وراضي بالمقدَّر..
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق