مَقْطَعٌ مِنْ مُعَلَقَتِي الشِّعْرِيَّةِ
النَّبِيِّ الرَّسُوْلِ مُحَمَّدٍ
عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ
شِعْرٌ عَمُوْدِيٌّ مَنْظُوْمٌ عَلَى بَحْرِ الرَّجَزِ
مِنْ نَظْمِي / د . مُحَمَّدٌ خَلِيْلُ الْمَيَّاحِي
رَجَبٌ 1446 هِجْرِيَّةٌ
كَانُوْنُ الثَّانِي 2025 مِيْلَادِيَّةٌ
تنويهٌ :
أنشرُ المقطعَ بمناسبةِ الإِسراءِ والمعراجِ وقدْ جسَّدْتُ فيهِ عظمةَ الإِعجازِ الزمنيِّ والفيزيائيِّ لعمليَّةِ الإِسراءِ والمعراجِ بفلسفةٍ علميَّةٍ حكيمةٍ مُحكمةٍ صحيحةٍ ، كما جسَّدْتُ فيه معنى العصمةِ الحقيقيَّةِ ضربًا للخرافةِ السائدةِ في الفكرِالدينيِّ.
يَا مُرْسَلًا قَدْ جِئْتَ مِنْ جَذْرِالْعُلَا
عَنْ وَحْيِكَ الْقُرْآنِ صِرْتَ الْأَكْمَلَا
فَاللهُ إِذْ خَارَ لَهُ مِنْ غَيْبِهِ
فِي أَنْ يَكُوْنَ الْمُجْتَبَى وَالْقَافِلَا
حُمِّلْتَ فَرْضًا صَارِفًا مَا قَبْلُهُ
أَتْمَمْتَ نَشْرَ الْحَقَّ بُعْدًا شَامِلَا
ٱسْمُكَ مَحْمُوْدُ الْهُدَى رَسَّخْتَهُ
مَعْنًى حَمِيْدًا ذِكْرُهُ لَنْ يَبْطُلَا
دَلَّ عَلَى وَحْيٍ أَخِيْرٍ شَاهِدٍ
حَظٌّ لِمَنْ مِنْهُ اتَّقَى وَاعْتَدَلَا
أَوْحَتْ بِهِ الْأَسْفَارُ حِلْمًا وَاقِعًا
أَطْيَافَ صِدْقٍ وَحْيُهَا قَدْ عَلَّلَا
قَاسَيْتَ ظُلْمًا قَهْرُهُ الْأَقْسَى قِلًى
مَا كُنْتَ فِيْهِ يَائِسًا لَنْ تُهْمِلَا
لَكِنْ مَلَكْتَ الْعَطْفَ واللُّطْفَ مَعًا
كَلَّلْتَ وَجْهَ الْأَرْضِ بِالْحُسْنِ حَلَا
فَالْوَجْهُ كَالشَّمْسِ حَيَاةٌ فَيْضُهَا
والْقَلْبُ كَالنَّبْتِ اخْضِرَارًا نَوَّلَا
جَلَّ الَّذِي سَوَّاكَ حُبًّا سَالِكًا
فِي كُلِّ نَفْسٍ أَشْرَقَتْ لَنْ تَسْفُلَا
هِجْرَتُهُ الْفَتْحُ الْمُبِيْنُ انْتَصَرَتْ
قَدْ أَثْمَرَتْ نَصْرَ الخُلُوْدِ الْمُجْزِلَا
هَوَّنْتَ صَبْرًا قَاسِيًا فَوْقَ الرَّدَى
مِنْهُ الْأَذَى ذَابَ وَصَارَ الْخَجَلَا
تَابَ بِكَ الظُّلْمُ الَّذِي قَوَّمْتَهُ
أَلْبَسْتَهُ ثَوْبَ الْحَيَاءِ الْأَنْبَلَا
بَدَّلْتَهُ عَطْفًا وَإِيْمَانًا رَسَا
جَيَّشْتَهُ عَدْلًا وَسَيْفًا أَطْوَلَا
كَالُّؤْلُؤِ الْجَيْشُ الَّذِي نَظَّمْتَهُ
مِنْ كُلِّ بَحْرٍ هَائِجٍ دُرًّا جَلَا
بِالرَّأْيِ جَمَّعْتَ عُرَى أَوْصَالِهِ
كَوَّنْتَهُ ثُقْلًا قَوِيًّا مَاثِلَا
عَانَى بِهِ الْكُفَّارُ كَسْحًا زَاحِفًا
لَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ نَاصِبًا مُحْتَفِلَا
كَالرِّيْحِ تَلْتَفُّ اقْتِلَاعًا دَافِعًا
كَالْمَاءِ يَمْتَدُّ ابْتِلَاعًا هَائِلَا
الدَّاحِرُ الْمُنْتَصِرُ اشْتَدَّ بِأَنْ
لَمْ يَتْرُكَ الْعُذْرَ عَدُوًّا أَخْطَلَا
أَسْرَى بِهِ اللهُ عَلَى أَمْوَاجِهِ
فِي الْقِبْلَةِ الْأُوْلَى سَعَى وَانْتَهَلَا
مِعْرَاجُهُ الْوَصْلُ طَوَى الْكَوْنَ دَنَا
لِلسِّدْرَةِ الْعُلْيَا الْتِقَاءً وَصَلَا
سَرَّعَهُ اللهُ عَلَى تَوْقِيْتِهِ
فِي وَقْتِنَا عُدَّ الْقَلِيْلَ الْمُشْغَلَا
أَعْظِمْ بِتَسْرِيْعِ الْوَحَا مِنْ أَثَرٍ
فَالْوَقْتُ عِنْدَ اللهِ صِفْرٌ قَدْ خَلَا
يَا مُكَرَمًا عُظِّمْتَ بِالْإِعْجَازِ إِذْ
جِزْتَ الْقُوَى هَلْ جَازَهَا غَيْرُكَ لَا
عِصْمَتُهُ ذَاتِيَّةٌ مَمْنُوْحَةٌ
فِي عَزْمِهِ وَاللهُ سَدَّ الزَّلَلَا
فَالْمَجْدُ فِعْلُ الْمَرْءِ مَا كَرَّمَهُ
فِي نَفْسِهِ زَكَّى الْهَوَى وَالْفُعُلَا
هَذَا هُوَ الْعَصْمُ الَّذِي أَفْهَمُهُ
إِثْرَ بُنَى التَّكْوِيْنِ لَنْ يَنْفَصِلَا
مَا ٱكْتَتَبَ التَّنْزِيْلَ بَلْ بَلَّغَهُ
أَمْلَى عَلَيْهِمْ وَحْيَهُ مَا افْتَعَلَا
لَمْ يَدَّعِ الْغَيْبَ بِأَنْ يَعْلَمَهُ
فَالْغَيْبُ مَحْجُوْبٌ إِذَا لَنْ يَحْصُلَا
فَهْوَ أَمِيْنٌ حَافِظٌ مُسْتَثْبِتٌ
فِي كُلِّ حَالٍ مَا غَوَى وَاخْتَتَلَا
أَعْلَى لَنَا قُدْوَتُهُ تَنْصُرُنَا
فِي نَفْسِنَا بِالزَّيْغِ رُشْدًا بَدَّلَا
قِدِّيْسُ مَجْدٍ مَاجِدٌ مُسْتَبْسِلٌ
إِيْثَارُهُ حَقُّ الْخُلُوْدِ اسْتَبْسَلَا
طَابَتْ بِكَ الْأَقْوَالُ ذِكْرًا فَاتِحًا
سِيْقَتْ لَهُ الْأَفْعَالُ خَيْرًا أَفْضَلَا
يَا خَاتِمًا كُلَّ الرِّسَالَاتِ الَّتِي
خَصَّصَكَ اللهُ بِهَا كَي يُبْدِلَا
أَثْنُوا عَلَيْهِ وَقُّرُوْهُ دَائِمًا
وَاتَّبِعُوا مَنْهَجَهُ الْمَكْتَمِلَا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق