الثلاثاء، 17 ديسمبر 2024

الرّبيعُ العربي / بقلم / مصطفى الحاج حسين.

الرّبيعُ العربي

أحاسيس: مصطفى الحاج حسين.
حِيرتي تقبُضُ على قَلقِي
وتجرُّني نحوَ السَّكينةِ
حينَ كانَ نبضي يضرُمُ النِّيرانَ
في لوعةِ حنيني
أعضُّ دُرفةَ صرختي
أتشبَّثُ بجذعِ صبري
لا أريدُ لإنهزامي أنْ يعصفَ بي
لا أريدُ لبسمتي أنْ تتقهقرَ
كنتُ أنوي أن أطاوعَ الانتظارَ
سأحتملُ ما لا أُطيقُ
سأتحدَّى وجعَ السقوطِ
سأبذُل قصارى صمتي
ولنْ أضعفَ أمامَ غُربتي
أمِّي..
دفنَتْ ضحكتَها مُنذُ أنْ أخذتْنا
الريحُ
سقطتْ دهشةُ السَّماءِ
تقوَّضَ شعاعُ الضَّوءِ
تسمَّرَتْ أجنحةُ السَّحابِ
صارَ النَّدى بعضَ سرابٍ
والأرضُ تكلَّلتْ بالمقابرِ
دمعتي لنْ تطرُقَ بابَ أحدٍ
إذ لا أحدَ ينصُتُ لِبُكائي
العالَمُ متحجِّرُ الوجدانِ
متصلِّبُ الإحساسِ
بينه وبين الإنسانيَّةِ مليارُ عامٍ
هو على مسافةٍ وجيزةٍ
مِنَ التوحُّشِ
سيظنُّ الجبلُ أنِّي مثلُهُ بالتحمُّلِ
وستعتقدُ العاصفةُ أنِّي أعتى منها
دمعتي لنْ تبرحَ قلبي
آهتي لنْ تسمعَها أنفاسي
وخُطايَ لنْ تخورَ
سأتابعُ الدَّربَ ونزيفي سيشُقُّ الصِّعابَ
الربيعُ العربيُّ سيعتلي قِممَ الجبالِ
سيفترشُ عُشبَ الهضابِ
سينتصرُ المشرَّدُ ويعودُ
سينتصرُ المُعتَقَلُ ويعودُ
سينتصرُ الجريحُ ويعودُ
وسينتصرُ الشهيدُ ..
أو نحنُ سنذهبُ إليهِ *.
مصطفى الحاج حسين.
إسطنبول


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الضحية / بقلم / نورالقمر

خربشات نور الصباحية الضحية رقم 1 كلنا مر بحياتنا أشخاص مؤذيين تركوا آثارا وجروحا لا تُشْفَى ......إخترقوا حياتنا بقناع الوجه الجميل والطيبة ...