بلسم بعد الوجع
سألتني صديقتي وقالت لي:
"احكِ لي عن الليل حين يثقل كاهلك،
عن الهموم حين تعصف بقلبك،
أو بلسمًا يخفف جراحك."
فأجبتها بصوتٍ مخنوق:
"يا صديقتي،
وجعي ليس له ملامح،
هو ظلٌّ يسكنني في صمت،
وأنينٌ يختبئ خلف ابتسامتي.
كيف أشرح لكِ ألمي؟
وكيف أصف الغصة حين تضيق بي الدنيا؟"
فابتسمت وقالت برفقٍ:
"لا تخشي من البوح،
فالروح التي تؤلمها الصراعات،
قد تجد في الكلمات شفاءً.
وأنا، مثلكِ، أحمل أثقالًا
وأعرف كيف يسكن التعب الوجوه."
فقلت لها والدمع يسبق كلماتي:
"ويلي عليكِ، يا مرآتي،
من منا يداوي الآخر؟
وكيف لأثقالنا أن تلتقي
ولا تُغرقنا في بحرها؟"
فأمسكت بيدي وقالت:
"لنغرق معًا، إن كان ذلك يريحنا.
لنطفو على وجعنا،
فنحن نساء اعتدنا الألم،
لكنه لم يقتل فينا نبض الأمل."
فوجدتُ في كلماتها عزاءً،
وفي عينيها وعدًا بالصمود،
وقلت لها:
"معكِ، يا صديقتي،
سيصبح التعب أقل وطأة،
والألم أقرب إلى النسيان،
فأنتِ لي وطنٌ صغير،
يجعل الأيام أقل قسوة."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق