لا نَدَّعِي كَمالًا / بقلم / فاضل المحمدي

 لا نَدَّعِي كَمالًا في وَصفِنا

فَلِلَّهِ وَحدَهُ الكَمالُ إِذْ نَصِفُ

ولا نَضَعُ أَغلالًا لِمَن نَعْشَقُهُ

إِنْ لَمْ يَسَعْ لَنا قَلْبُهُ نَنْصَرِفُ

لا يُوجَدُ في الخَلْقِ سَواسِيَةٌ

كُلٌّ لَهُ حالٌ عَن غَيرِهِ يَختَلِفُ

فَذاكَ يَرْعى في الحَياةِ وِدَّهُ

وذاكَ إِنْ أَحْبَبْتَهُ يَتَعَجْرَفُ

لا تَجْريحٌ وَلا هَزْلٌ وَلا أَسَفُ

كُلٌّ عِندَ حُدودِ كَرامَتِهِ يَقِفُ

ولتَبْقَ صُورةُ الحُبِّ ناصِعَةً

كُنَّا كِرامًا وَإِنْ أَخْطَأْنا نَعتَرِفُ

يا لَذي هَواكَ وِسامًا نُعَلِّقُهُ

عَلَى الصُّدورِ وَلَنا بِهِ شَرَفُ

سَلامًا لِعَينَيكَ بِكُلِّ ما تَحمِلُهُ

وأَلْفَ سَلامٍ لِقَلبِكَ إِذْ يَعْزِفُ

لَحْنَ هَوانا كُلَّما مَرَرْنا بِهِ

وإِنْ غِبْنا عَنْ ذِكرِهِ يَتَأَسَّفُ

وإِنْ غابَ عَنّا تَبانُ وَحشَتُهُ

بِمَلامِحِ الفَقْدِ وَالحُزْنِ يَنكَشِفُ

إِنْ فَشِلْنا في فَهمِ مَواجِعِهِ

جُزَيْنا فَرْطَ عَذابٍ بِما نَقتَرِفُ

إِنْ هانَ عَلَيْنا وَهانَتْ مَواقِفُهُ

خَسِرْنا وَطَعمَ الخَساراتِ نَرتَشِفُ

وَإِنْ كانَتْ لَهُ في الحُسْبانِ راحَةٌ

كُنَّا لَهُ الرّاحاتِ وَهُوَ لَنا شَغَفُ

لا يَصْدَأُ الذَّهَبُ المُنَقَّى وَلَوْ أَحرَقْتَهُ

ومَنْ كانَ قَشًّا بِكُلِّ سَيْلٍ يَنجَرِفُ

د.فاضل المحمدي

بغداد