الأربعاء، 7 أغسطس 2024

دخان امرأة / بقلم / عقاد ميلودة

 دخان امرأة

بنت الشعب تنحدر من أسرة بسيطة نشأت على تربية محافظة لم تكمل تعليمها فحاولت الإلتحاق بتكوين لتأسس لبنة لأحلامها إعترض الأمر أخوها الأكبر بحجة يخاف عليها كانت حسناء فاتنة ومثيرة إضطرت لتتعلم التطريز على مكننة أبدعت بذكائها مع أن صوت المكننة أنذاك إزعاج كان يذكرها بتفلت فرصتها فيما كانت ترغب لتحقيق طموحها فتتمركز على حماية اقتصادية لمتطلبات العيش تفلتت الفرصة من بين يديها بدعوة حمايتها، تزوجت من شاب لم يكن حلمها لكنها أحبته بعدما القدر شاء يكون نصيبها ليدفن بيده شعورها فكان أول رجل في حياتها تمنت تنشأ أسرة ناجحة دينا ودنيا قضت معه عشرون سنة تنتهي بخلعه بعدما استنزفت طاقتها للم شتات الأسرة لتخرج بعدماأنجبت منه ثلاثة بمكافئة بأمراض نتجت عن الإهمال والتعسف القهري فكانوا ضحيته لم يكن سوى المعيل في حدود عش حتى لاتمت غليظ الطباع يحب حسم الأمور بالعنف لصالحه ،جردها من أبنائها ولازالوا أطفالا أخذهم بحجة قضاء عطلة صيفية مع أهله ومن تم حال التواصل بينهم مالم تذهب لزيارتهم هي الحاضنة لكن ظروفها أهدته التنازل عنهم بعد مرور ثلاث سنوات عن تفككهم لتمر ثلاث سنوات أخرى عن طلاقها ولازال الحال على ماهو عليه فعاشت ظروف قاسية مغلفةبالغموض فليس هناك أهل لاحتواء ضعفها أو حتى السؤال عنها استقلالية مميتة نسجت عكازا من خيوط الأمل فكانت تحصن نفسها من ذئاب بشرية تنتشر هنا وهناك عزفت على القناعة أنشودة لها رب كريم بيده الملك وهو على كل شيء قدير إليه أنابت وعليه توكلت ،ترك والديها بيتا كان جنتها لجأت إليه قبل طلاقها رفقة أبنائها مضطرة فلا بديل لها كان البيت فارغاً الإخوة الكل مستقل لكن ما إن عادت له حتى أصبحت المناورات ضدها لإخلائه عاشت المر بالضغوطات النفسية وعوض أن الخال يأتي لصلة الرحم ويشد أزرها ويرحم ضعفها كان يهددها بل يعدها بإخلاء البيت والعودة من حيث أتت حتى وإن كان فراغا فيصعد مسافة الجفاء، الزوج لم يكن ليستقر معها وامتنع عن تسديد فواتير الماء والكهرباء بحجة لايسكن معها بعد أربع سنوات بيع بيت العائلة بتزوير كان يحمل ملكية صاحبته الأم، ليباع بملكية الأب كانت أقوى ضربة تلقتها في شرخ أسري جردتها من حماية اجتماعية أولها محيط الأسرة لتخرج لمصير مجهول ،لها بقعة أرضية ورتثها عن والدها وكان الأمل لتبني مسكنا يعيد لها السكينة والطمأنينة وحتى تلم شتات أبنائها كزيارة تعيد دفىء الأسرة الذي أصبح في خبر كان
شاء الله تعالى بتأسيس مسجد بجوار البقعة وكانت هي الفرصة الوحيدة التي تسمح لها بفرصة البناء بعدما ضاعت سنوات من بين يديها كونها وريثةشرعية للبقعة من سنة 1992لتبني بحرية كاملة في أرض سلالية وقبل انطلاقة بناء المسجد لجأ إليها رجل تعليم متقاعد ذو لحية إبن المنطقة والمشرف عن المسجد يطلب أن تساعد بالبقعة كمخزن لمواد بناء المسجد كونها المجاورة له هي وأختها رحبت ودعت بالتوفيق وطلبت منه أن يكون لها معينا في فرصة بناء لاحتوائها وأبنائها رحب بالأمر فوعدته بالتنازل عن مئة متر من البقعة كمراحيض للمصلين بالأسفل وسكن فوق لإمام المسجد ولتبقى صدقة جارية للوالدين تتبرع بها كون مساحة المسجد تراها غير كافية رحب بالفكرة في أولها ثم عاد ليفاجأبمخطط لم يكن بالحسبان بدأ البناء وبنى غرفة على أساس أنها مكتبا لعقد اجتماع جمعوي، قالت له سأدخل له الماء والكهرباء ليرد عنها لا عليك حالتك لاتستدعي لهذه التكلفة سأوفر لك هذا بالمجان من الجامع، صدقته مع أنها كانت ترى المجسد يسير بخطوات لسنوات بنائه ويديها مكثوفتين تنتظر وعد الرجل بما كان مثفق عليه مع أنهاعزمت أنذاك لتلجأ للسلطات قد تجد لها حلا وتنال فرصة البناء لكنه طلب منها أن تفوض له الأمر وهو كفيل ليقضيه، انتهى بناء المسجد وصاحبنا جعل الأرض جرداء هدم المكتب وغرفة كانت لاحتواء العمال طيلة فترة بناء المسجد،و بعد قضاء فترته ينسحب بتسلل تاركا صدمة فالأرض بدون سياج بعدما أقلع الصبار كحدود للبقعة خيبة أمل تنضاف لمسار يجمع قشا من الأحزان، أعلمته أنه فوت عليها فرصة لن تعوض فأجابها لازالت الفرصة فلتتنازلي عن البقعة مقابل (مساحة 50متر تقريبا)تيرع بها محسن من أقربائها ليكون سكن لإمام المسجد في نفس المنطقة لكنه في ممرات ضيقة وسيتكلف ببنائه المحسنون لها، اجتمعت في تلك اللحظة كل الضغوطات النفسية وحضر حنين اللمة الأسرية لأبنائها فوافقته الرأي وهي تعلم سياخذ البقعة على الواجهة سرقة منها تبكي لعجزها،أختهاتجاورها وبعد يومين يتصل بها ليعلمها ضروري له حيازة بقعة أختها أعطته رقمها ليتواصل معها أسمعته ما يليق به لم تكن مضطرة لتتملق إليه فما رأته منه جرده من الإحترام ،ليتصل بضحيته يخبرها أنه تراجع عن كل شيء وحقيقة الأمر مخافة يفتضح أمره، بطلة قصتنا لازالت تعيش بين هاجس الإستقرار وموت بطيء فلولا يقينها وصبرها فكم الشحنة تحت الإكراه التي ملأتها بتجاهل المحيط لمعاناتها والتي تخزنها علبتها السوداء قد تفجرها للإنتحار، فكلما استندت على منقذها تنكوي بالنار إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء .
القصة من صميم الواقع جرت أحداثها بمدينة مراكش
بقلم الكاتبة والشاعرة
عقاد ميلودة
(المغرب الحبيب )
6/8/2024


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لو فضلت العمر كله / بقلم / أحمد البوهي

  لو فضلت العمر كله أحلم بيك ميكفنيش.... أصلي ياعيني من غير حلمي بيك مش هعيش.... طول أيامي دايبه فيك وياعيني على حظي معك متهنتش بيك.... وافت...