السبت، 4 مايو 2024

الخوف / بقلم / فاطمة البلطجي

  الخوف

الفصل صيف والجو حار بإمتياز فتحت النوافذ
ليعبر النسيم فيلطّف المناخ.
الليل طويل مرّ نصفه وأنا أحاول النوم بكل الطرق.
ساعة أمسك بطرف الغطاء وساعة ألقيه أرضاً بلا جدوى.
نهضت وقلبي يخفق لا أعرف لما هذا القلق ولا أجد له مبرر.
نظرت حولي وقعت عيني على زجاجة عطر قد تبدو فارغة لكن رائحتها ما زالت تفوح كما كانت من قبل.
لثمت وريد يدي بغطائها وحدفتني الرائحة الى كرسي مركون في تلك الزاوية.
جلست عليه اتأمل الستائر وهي تتمايل من مدابعة النسيم لها.
يا إلهي صوت صرصرة مفاتيح في الباب، كتمت نفَسي ورحت أقترب شيئاً فشيئاً من باب المنزل.
إختفى الصوت.
لم يكن حقيقة قد أكون واهمة.
أجل واهمة لا صوت يأتي من جهة الباب.
لا بد أني تعبة، سأعاود الركون على ذاك الكرسي وما أن اقتربت منه حتى اعتراني شعور غريب.
كأن أنفاسه تقترب مني..
قلبي يخفق سريعاً من أين جاء؟
الباب مقفل!
أشعر به يتلبّسني..
آه قلبي ،
يا ويلي ماذا أصابني؟
وإذ بصوت أشبه بالإنفجار حطّم زجاج النافذة..
انهرت على الكرسي وصرخت بأعلى صوتي : كفى!
لم أسمع الرد!
كل شيء عاد الى طبيعته.. عدا أنفاسه التي إقتربت أكثر وأكثر حتى همس بأذني بكلام غير مفهوم..
أجننت؟
وفجأة انقطع التيار الكهربائي ووقعت الكارثة.
فأنا أخاف من العتمة.
في الظلام المح خيالات شتّى يحومون حولي ولا يرونني..
ماذا يريدون مني؟
سألت الدموع السائحة من عيني.
نعم بكيت وبشدة.
أكاد أختنق يا الله أنقذني!
وعاد الضوء من جديد..
لا صرصرة مفاتيح ولا نوافذ مكسورة ولا أحد اقترب مني ولا ابتعد عني.
لا شيء لا شيء على الاطلاق.
عدت مسرعة الى سريري وأغمضت عيني حتى انقلبت الجفون ونمت طويلاً طويلا.
فاطمة البلطجي
لبنان / صيدا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رثاء / بقلم / فريجات عبد الحميد

  رثاء الشهيد البطل.. يحي السنوار.. أُخْتِيرَ مِنْ قَلْـــــــبِ الوَغَى مُجَاهـِــــــداً ويَدَاه مُخَضبتَانِ باِلــــــــدمِ سِنْـــــــ...