الثلاثاء، 26 مارس 2024

صرخة مقتول / بقلم / مصطفى محمد كبار

 صرخة مقتول

إني أشكو الفؤادَ من الشوقِ للحبيبِ الأبعدِ
أذكرُ بذكراهُ ما يوجعُ و ما منهُ أبعدُ الأبعدِ
فعلى صدري ألفُ صخرةٍ تبيتُ بثقلها
نارٌ يحرقني بقلبي و بالعينِ دمعٌ لا يهتدِ
يا هاجرَ القلبِ مالهُ القلبُ يشدني لذكراكَ
عطبٌ بالروحِ يجاهدُ و جراحٍ بالألمِ مُخلِدِ
و إني ماذكرتكَ إلا حينما يعصرني الشوقُ
فأين العهدُ وذاكَ الزمانُ الذي كانَ بموعدي
هو الفراقُ قد هدني حتى آجلُ القيامةِ
فكيفَ أصبرُ بفراقكَ و وجهُ لقياكَ معبدي
أكانَ لباصرتي ضبابٌ من سوادُ الليلِ لألقى
الثرى أم إنكَ لبستَ ثوبَ الشيطانِ الأحقدِ
حتى بلغتَ بشركَ عرشُ السماءِ و كفتني
و رحلتَ تقتلني بالجرحِ اللعوبْ المتمردِ
فما مرَ بإدماني طيفكَ إلا و غلبني ألماً
فهذا الذي يئنُ بصدري حجرٌ أم إنهُ كبدي
إن ذنوبُ الدهرِ قد أنهى بنخري كلَ ألمٍ
هي السيوفُ تشهدُ بطعنكَ الكافرُ العنيدِ
لا اللقاءُ سيجمعنا من بعدَ ما صدقَ الوداعُ
و لا الآلهة ترضى بظلمِ الجناةِ المنشدِ
أهواكَ و إني أدري بأن غرامي لكَ كفرٌ
طبعي قذرٌ لئمٌ أحقرُ من الصعلوك العربدِ
بألفِ ندمٍ قرأتُ حبكَ و غشيتُ في الهلاك
لكَ دارُ المشتهى من دمي و نفيرُ المقصدِ
فدمعٌ يغفو من الشوقِ على دربِ رحيلكَ
و دمعٌ يلدُ مذبوحً من فجرٍ فحومٍ أسودِ
بيننا الهجرانُ بخيبُ الهوى و دارُ الخصامِ
و هذا الجرحُ الذي مازالَ يلهو بمقعدي
فألفُ رجوعٍ لن تُعِيدُني لأحيا و لا المنايا
إني حفظتُ حظيَ و هذا الجرحُ المقلدِ
مصطفى محمد كبار
حلب سوريا ٢٠٢٤/١/١


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الميماس والدبلان / بقلم / سليمان أباالحسن

  الميماس والدبلان في حمص طبت خيولنا شد أعنتها رقص الخبب وديك الجن هام بسكرته وأفرغ ناهلا خمر القرب إنها حمص ابنة عاصيها غرر نواصيها فخر ا...