الأربعاء، 20 ديسمبر 2023

لا تسألني / بقلم / حسام الدين صبري

 لا تسألني

لا تسألني متَى غدوتُ
بِلا عشقٍ وبِلا حنين
وكيفَ غفوتُ مُتعباً
وأبيتُ الليلَ والأنين
لاتسألني كيفَ نَسيتُ
نشيدَ عينَيك
وحزفتُ قِصتَك من
كُتُبِ العَاشقين
غردتُ طيراً في هواكَ
ولَم أعرفُ أنَ سماءَك
هيَ السيفُ والسِكِين
ساقتني عينَيك إلى الذبحِ
فأبيتُ النحرُ
فَلا أنا اسماعيل ولا
أنتَ إبراهيم
تَلوتُ فيك الآيات والأسفَار
والإصحَاحَات أشواقاً
فَلا كنتُ منَ الغَافلين
ولاَلَحقتُ بركبِ الذَاكرين
لَيت هواك ماحَلَ يوماً
بقلبي
تَجرعتهُ مُراً وبِصَدركَ حجرٌ
لاَ يَلين
وكأنَ الهوى كُفرُ وجُرمي
أني فيكَ منَ المُتصوفين
لاَتسل عنِ الهُدى في يميني
فَمن سقيتهُ الكُفرَ غَدَ فيكَ
منَ الأثمِين
أوقفتُ نهرَ الشعر ومَللتُ
مَللتُ ليلَ الزَاهدين
أيقنتُ أنَ التصوفَ كُفرٍ
إن كانَ في عينٍ بلا مذهبٍ
وبلا دين
إن كانَ الممدوحُ بَغِياً فما
عُذرَ المُنشدين
ولّيتُك العرشِ وقلّدتك
القِلاداتِ والأوسمةِ والنياشين
اليوم أُجَرِدُك
من كُلَ القَابِ الهوى وأنتَزعُك
وإن كُنتَ عِرقا وإن كُنتَ وتِين
إن غَزتِ الأمطارُ شموعاً
مايتبقى منَ الضياء
وإن حملت الريحُ قلبًا لا
لاَ تَنتَظر عودته ولو بعدِ حين
متَى نثرتُ الريحُ شيئاً ثُم
عَادَ معَ. العائدين
فلا تنتظرُ
عودةُ الطيرُ باكياً يَشكو لكَ
ظمأ السنين
لاتسلني كيفَ تحولَ مجرى
النهرُ
وكيفَ احترقَ الشعرُ بصدري
وبقياهُ أصبحت صمتُ حزين
وإن تحول المديحُ إلى جلدٍ
لاتعجب
وانظر لمرآتكَ سترى
مالم أراهُ
حينَ كنتُ من العاشقين
الآن رأيتهُ الآن أدركته
عليكَ أن ترى نفسكَ كما هي
وكفاكَ
كفاكَ بكاءَ المظلومين

حسام الدين صبري


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحلة العمر / بقلم / بسعيد محمد

  رحلة العمر ومجالس الفضلاء بقلم الأستاذ والأديب : بسعيد محمد يا شذى القلب ، يا رنيم السماء يا ضياء أكرم به من ضيا...