السبت، 23 ديسمبر 2023

همسات / بقلم / أسيف أسيف

 همسات الصباح / همسات المساء ــ 20 ــ

********************************
استعملتُ كل الكلماتِ المألوفةِ منها و المهملةِ لأماطةِ اللثامِ عن مساحاتٍ كبيرةٍ من الغموض ، فالكتاباتُ " الرومانسية " تتناسل أحيانا ضمن خيوطِ دراما أيضا .. يتداخل فيها ما هو درامي وما هو كوميدي وما هو واقعي ، و ما هو خيالي .. فأنتَ تجد نفسك تركض في مضماٍر ، لا تدري مَن سيخبرك أنك وصلتَ إلى نقطة النهاية أو ما زلتَ في نقطة البداية التي ستنطلق مهنا .. ستندهش وسط " الطوفان " .. ستجد نفسك منبهرا أمام حشد من الصفات والأصوات و الإيقاعات الساحرة .. ستنتقل من سحر الصغار الى سحر الكبار .. ستتعقب التفاصيل و ستتعقب نفسك . ستستثني ذلك الصباح من الأسبوع الأول من شهر يناير الماضي ، وتلك الصرخة الخرساء المدوية بداخلك ، تلك التي تلقفَتْها شفاهٌ شاحبةٌ كسيرة .
كان القلب ينبض بشدة حتى أنه أراد أن يفتح ممرا في الصدر ليَفرَّ منه .. العقل لم يعدْ أنذاك يتذكر كيف هو وجه العالم الذي أطلَّ عليه . القلم استنفد كل مخزونه من الكلمات فراح يبحث عن كلماتٍ لا وجودَ لها في المعجم .. ثمةَ أشياءُ لا نستطيع أن نعبِّر عنها بالكلماتِ أحيانا .
كان الشارع خاليا من أي صوتٍ ، هو نفسُه عبَّر عن ألمه وجرحه العميق لأنه سيفتقد أثار خطواتٍ تعطِّره كل صباح ، وكل مساء ، و كل حين . أعمدةُ الكهرباء توقفت مصابيها عن إنارة الشُّرفة .. بقعةٌ أرضية مجاورة مهجورة أصدرت صوتَ ظلالها الحزينة .. عشراتُ الأشخاص عجزوا عن الاستيلاء على الروح الجامحة وقتذاك .
عصْرُ ذلك اليوم ، كان السرد والحكي و القص والنثر و الشعر متشظِّيا إلى ألف حكايةٍ وحكاية ، وكان أيضا عيدَ مجوسٍ احترقتْ فيه كل الأوراق .
بقلم
أسيف أسيف // المغرب //


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وراء الحدود / بقلم / حسين محمد دلول

  وراء الحدود ياساكناً وراء الحدود تعال خذ مني دم الوريد أهواك دوماً أنت في قلبي مر السنين حافظاً للعهود اهديك حبي وتبقى بخيالي نعزف لحن الح...