الأربعاء، 20 ديسمبر 2023

أنت ترحلين / بقلم / عمر أحمد العلوش

  2023 أنت ترحلين )

هذه الأيام الأخير من عمركِ (2023 ) ماكنت أظن فجركِ يغرب عندما بدأ بجماله ، ماكنت أعرف أن الشمس ستنكسر في أصيلها وتتساقط كِسفاً والبدور سيدركها النقصان وهي كوامل .
أنت تتحضرين للرحيل وبيقين ، وأراكِ تحتضرين على مخدة موت أبدي وبيقين أيضاً ،أنفاسك الأخيرة تتلجلج في صدرك محشرجةً ، لتنعتقين حتى من حلمك المبتور ، لتكوني خارج الزمن والذاكرة ، فقد بدأت البرودة تدب بأوصالك ، بلا ذاكرة سترقدين وحرارة الجسد بدأت تغادرك ، لتكوني بلا فرح ، بلا حزن ، نبض قلبك يكاد يتوقف ، لتكوني بلا ملامح ، وبريق عيناك قد خبى، ووجهك إعتلته الصفرة .
المشاعر تغادرالقلب و الذكريات تفارق الذاكرة ، الروح تودع الجسد و الحياة تنسحب من الخلايا ، كل شيء يغادر ...ويغادر .
لم يبقى أي شيء على حاله ، فكل شيء إما أن يتغير أو يرحل ، فالنهاية حتمية لتذوب الأشياء و تختفي التفاصيل تحت رحى الزمن الذي ما غير طبعه و عهده الغادر يوماً .
في هذه الأيام الأخيرة لم يبقى من عمرك إلا سويعات وقد خبت المشاعر منك وأنت تصرين على مغادرتنا معلنة النهاية ، و تنطفئ كل الرغبات ،و تموت كل الضحكات ليبقى صداها بعيد كأنه ذكرى غيمة في سماء جمال لشيء ما ..في نهايتك سيذهب الكثير معك ، كأنهم ما كانوا ، كأن الصدق فيك لم يصمد ..
كنت سنة 2023 وعود بالبقاء و الوفاء ،والآن تتركين طعماً مالحاً في الفم ، وبقي للصمت صوتاً عالياً مدوياً..ليقول لا شيء يدوم هنا .
فكل شيء قد حزناه واحترزناه وامتلكناه ، أوتصورنا وتخيلنا ذلك سيذهب معكِ (2023) مغادراً بمغادرتك إلى حيث لا عودة كنت أتجاهل وأتناسى النهايات ،لأعيش سعادة مؤقتة من أمان وطموحات وأهداف قد كسرتِها أنت، في نهايتك 2023 تختارين التخلي ليس لجبن فيكِ ، بل هذه المرة ماكنت جبانة فهذه هي مسيرة الشمس وعهدها .
وفي هذا الزوال والنهاية ، كل منا سيترك بصمة، وحذاري أن تكون تلك البصمة دليل خطيئة ، ولتكن بصمة فوق جبين الوجدان والجمال .
بعد أيام ستغادرين وتودعين وتكون نهاية سنة ، وأعرف أن تلك النهاية هي موتك من صفحات الزمن ، الزمن الآخر الذي ينتظرك هناك ، في المحطة الأخيرة ، ولا فائدة لأن تستقلين قطاراً آخراً ، لأن كل القطارات والمراكب ستنتهي هناك بتلك المحطة .
ولأن النهاية هنا هي معركة الموت الخاسرة ، فلنحاول أن نكسب معركة حياة ، لنحاول أن نقدم فيها ما يبقى لمن نحب فإن لم تكوني ورداً وزهراً ونرجساً ليكن مصيرنا تراب ...تراب أرض وتراب جسد ، ليكون تراب قبر ،أو سماداً لحياة الآخرين وإخلاصهم ووفائهم .
فلتكن حياتنا سطراً نافعاً أو على الأقل بصمة في جملة مفيدة لمشروع حياة ،لنحاول أن نستثمر في رحلتنا تلك ، رحلة نسعى فيها لملامسة الجمال المطلق ونحن ننتظر إشراقةالأرض بعد مسيرة الشمس ، ويقيننا أن الأقمار لن تعود أهلة ...
د. عمر أحمد العلوش


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أقباس التمني / بقلم / منيرة الشابي

 أقباس التمني ليتك ...ليتك تنثر باكورة هوايا.... وتبسط النجوم راحة لمنايا .. وتوثق الكواكب بأشواقيا .... تنسج من أقباس النجوم أحلاميا.... تح...