الجمعة، 1 ديسمبر 2023

حكايات لم تكتمل / بقلم / نهلة ناصف

 حكايات لم تكتمل

كان ياسر مولع بخواطر وكتب هذا الكاتب الغامض هكذا كان يسمع عنه وظل يبحث ويبحث إلي أن أستدال علي مكتبته الخاصة ودفعه فضوله إلي أن يدخل كي يعرف لماذا لُقب بهذا اللقب ولماذا كل من كان يريد أن يكتب عن قصة حياته يعُدل عن الفكرة وحينما يُسال يقول لديه حكايات لم تكتمل وحينما تصفح بين الاوراق والكتب لفت أنتباهه مجموعة كتب مكتوب عليها لا تتصفحها فأني أحيطها بهالة من الغموض يصعب عليك فهمها دوني فأخذه الفضول وبدء بتصفح ورقاتها وأول ما شاهده وجد خاطرة مكتوبه بعنوان يوماً ما
وبدء بنطق الكلمات الذي بدا عليها أنه يلوم فيها من حوله يوماًما ستحصلون علي مذكراتي وتجدون أني كنت أثرثر معها كثيراً وكانت قريبه لي جداً وستندمون حينها وتتمنون لو كانت كل تلك الثرثرة معكم أنتم فبدء بتصفح المذكرات الذي كاد أن يفقد عقله معها فكان عندهم حق حينما لقبوه بلقب الكاتب الغامض فكانت المذكرات متداخلة كثيراً وعليك أن تفصل ما بين مؤلفاته ومابين حياته الخاصة فصفحة تجد جزء من حياته الخاصة وصفحة تجد مؤلفاته وتحتاج إلي جهد كبير كي تستطيع أن تفصل ذاك عن ذلك فخرج منها وقرر أن يشتري أوراق وقلم كي يستطيع أن يفهم كيف كانت حياته ويكون أول من أستطاع أن يكتب قصة حياته وحينما عاد في يوم أخر ومعه مايلزمه سهر وبدء في فصل المؤلفات عن أحداث حياته وبعدما قام بفصلهم عن بعض الذي كلفه أيام وجد الصعوبة الاكبر لاتكمن في الفصل وإنما وجد الاحداث متداخلة تارة تجده يحكي عن الطفولة وتارة أخري عن الشباب وتارة عن الكهولة لا يوجد أحداث متسلسلة ولا توجد تواريخ تحدد متي بدء الكتابة ولا عن أي وقت يتحدث فتضاربت مشاعره بعضها البعض غضب وذهول كان غضباً علي كل الوقت الذي أستهلكه دون جدوي ياله من رجل غامض حقاً وشرد بذهنه قليلاً ثم عاد ليقرأ ماجمعه من
أحداث عله يجد نتيجة مضيعة وقته هذا وأنب نفسه ليته لم يستمع لشغفه وحبه لهذا الكاتب وأستمع من الاخرين ولم يهدر وقته هكذا وحينما عاود القراءة لفت أنتباهه كلمات غريبه
أنني أود من الله أن لا يجمعني بأمي في العالم الاخر ...
أن أختي الصغري لم تكن معي علي مايرام وأن ما يحبني حقاً أحتي الذي تكبرها بثلاث أعوام ومن دونها يستحيل الحياة معها ...
أن حبيبتي الاولي أول حب صادفته في حياتي كان يجب أن أرحل عنها منذ زمن ...
ضحك ياسر وتعالت أصوات قهقهته عالياً ما كل هذه العقد مع الجنس الاخر يبدو لي أنه معقد نفسياً هم يقولون عن كل الفلسفة هكذا تُري لماذا لا يود أن يري أمه في العالم الاخر ؟؟ تُري تركته وهو صغير وهجرته هو وأخواته ؟؟ ولماذا لا يحب أخته الصغري ويستحيل العيش معها ؟؟ تُري كانت تعامله بشئ من التحقير له والانتقاص من قدره ؟؟ ولماذا كان يجب عليه أن يرحل منذ زمن ويترك أول حب له ؟؟ تُراها خانته ؟؟ يالله لماذا كل هذا التعقيد أيها الكاتب الغامض أجيبني لاتُهدر وقتي هباء ، لماذا كل هذا الغموض وكل هذا الالم الذي لم تفسره ؟؟ وعلت أصوات صراخه حتي فقد الوعي وحينما أستفاق وجد نفسه يُردد عندك حق أنت علي حق ووجد حارس المكتبة يسأله مع من تتحدث ؟؟ رد عليه مع الكاتب الغامض ، أين هو أين رحل ؟ قام الحارس بفتح فمه وظهر علي وجه علامات الاستفهام هل فقدت عقلك !! نظر إليه وضاقت عيناها وقام بجمع الأوراق الذي جمعها وذهب ، وحينما دلف من باب حجرته أغلقه علي نفسه وقرر أن يكتب قصة حياة الكاتب الغامض ويقول ما أخبره به أثناء فقده للوعي وفي نهاية الاحداث الذي تعب في ترتيباها علي حسب تخمينه للأحداث ، كتب حينما فقدت وعي جاءني الكاتب الغامض وقال لي
لماذا ظننت أن أمي هجرتني وتركتني أنا وأخواتي ؟؟ لان ده أقرب شئ للحقيقة والا بماذا تفسر كلماتك حينما قولت أنك لا تود أن تراها في العالم الاخر !! أخبرني أنت ولماذا لم تفكر أنني لما أكن أبن بار بها وأستحي من سوء أفعالي معها حينما كبرت وفهمت وتوفت قبل أن أعوضها عن كل الاشياء السيئة التي فعلتها معها ؟؟ صَمت لبرهة ثم واجهني بالسؤال التالي ولماذا جال بخاطرك أن أختي الصغري كانت تحقرني ؟؟ أجيب أنه أمر طبيعي لما قلته أنه يستحيل العشرة معها وأنك ترتاح مع أختك الذي تكبرها ؟؟ ولماذا لم تفكر أنني أنا من أساء لها ؟؟ لأنك ذكرت أنك ترتاح مع الاخت الأخرى !! ولماذا لم تتوقع أن الاخت الأخرى ضعيفة الشخصية ولا كانت تقول لي لا علي شئ أفعله ؟؟ يسود الصمت لبرهة ثم يواجهني بأخر سؤال لماذا توقعت أن حبيبتي الاولي خانتني ؟؟ لأنك ذكرت أنه كان يجب الرحيل منذ زمن !! ولماذا لم تتوقع إني عرفت أنني لم أستطيع أن أوفيها حقها وقدرها فكان يجب أن أتركها لشخص يسعدها أكثر مني ؟؟ ساد الصمت هذه المرة طويلاً ثم قولت له يستحيل أن يكون كاتب ناجح مثلك سيء ثم سألته أجبني أنت لماذا كل هذا الغموض في مذكراتك ألم تحب أن تكتب قصة حياتك ويعرفها الجميع بعد مماتك ؟؟ أجابني بشئ من السخرية كي أري لأي مدي تظنون الظنون السيئة وسطحية تفكير القراء الذين رغم قرأتهم الكثيرة وأفقهم الواسعة الا أنهم ينصتون للحكاية من وجهة واحدة ولا يتعلمون بعد أن كل شخص يحكي من وجهة نظره هو ولا يضع احتمالية أنه قد يخطئ حتي أن لم يبلغه هذا من هم حوله ؟؟ أرد عليه وأخبره أنها طبيعة البشر !
ثم تذكرت ما كتبه في أول المذكرات يوماً ما ستحصلون علي مذكراتي وستتمنون لو كل هذه الثرثرة كانت معكم أنتم فقولت له لماذا كتبت هذا أن لم يكن الاخرين هم من أخطئوا بحقك ولماذا تقول أننا نظن الظنون من الطبيعي أن يفكر أي أنسان بما فكرت به أنا حينما يقرأ تلك الكلمات ؟؟ جاء رده ليست كل ما نراه حقيقي وليس كل ما نسمعه يكون صدقاً وليس كل ما تقرأه يكون واقع ، مع الحياة والتعلم ستدرك أننا ليست علي صواب طوال الوقت فنحن بشر ونخطئ ، أرد عليه وأبلغه أنه علي حق حتي أستفيق وأري حقاً أنه علي حق وأن سوء الظن ليست من تعاليم الدين وأننا يجب أن لا نأخذ المفاهيم والاحداث من سياق واحد .
نهلة ناصف


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لو فضلت العمر كله / بقلم / أحمد البوهي

  لو فضلت العمر كله أحلم بيك ميكفنيش.... أصلي ياعيني من غير حلمي بيك مش هعيش.... طول أيامي دايبه فيك وياعيني على حظي معك متهنتش بيك.... وافت...