خزينة الوالي ...قصة قصيرة
الكاتب
محمد بن الامير عبدالله
ص١... في قديم الزمان كانت هناك سلطنة يعيش أهلها ببذخ وإسراف في كل شئ ، نصح الناصحون أهل البلد أن يغيروا من طباعهم ويكتفوا بما يسد الحاجة الحقيقية التي يحتاجها المحتاجون . وبلا إسراف أو تبذير وأن ينتهجوا أسلوب الإعتدال والإكتفاء وإدّخار الفائض ليوم الضلة . ولهذا سعى أهل الخير بهذا الإتجاه كثيرًا إلا أنه لم يجدِ النصح إلى شئ يذكر . سارت الحالة هذه إلى مزيد من التعنت لأهل البلد وكأن الكلام هواء في شبك للمتغولين ليس فيه ما يجدي النفع حتي لسراة القوم . وإذا تم الأخذ به هو أن بعض ولاة الأمر أخذت أيديهم تمتد إلى المال العام . والسبب هو شعور بعض أطراف السلطة بأن عليهم أن يستثمروا الزمن الذي مساحيهم تغترف فيه الماء .واستغلال الوقت قبل فوات الأوان . فبدأت أسباب الرشى والإختلاس وخيانة الأمانة وامتداد اليد قد نشطت في دوائر السلطنة حيث أصبح أثر ذلك واضح في مفاصل تلك السلطنة . وصلت الأخبار إلى السلطان بأن المسؤولين قد خفت أيديهم على المال العام وقد أشار المقربون منه بأن يكون حازم في الأمر طالما اليد امتدت إلى خزينة السلطنة التي تعني كل شرائح المجتمع والتي أى فعل ضد مصلحة البلد فهو مدان . لقد احيط الوالي أو السلطان بكل الأفعال التي يقوم بها الموظفون في الدولة بحيث قد استبيح المال العام لقد أصبحت أموال البلد في مهب الريح عند أناس ليس لهم إلاً ولا ذمة ومنهم وزير الخزانة الذي بدوره أخذ يستخدم كل ما بالجعبة من أجل نهب المال العام وإخفاءه عن الأنظار بكل السبل الملتوبة والخسيسة .احيط الوالي بكل صغيرة وكبيرة مما حصل ويحصل من جميع المسؤولين في خيانة الأمانة الموكلة إليهم بما في ذلك وزير الخزانة المسندة إليه خزانة كل البلد والتي أقسم أمام العالم أن يرعاها ويصونها ولو كلفه ذلك حياته وقد اشهد الله على ذلك القسم . انتهت ص١
ص٢ .... تبدأ...أخذ الوالي أو السلطان يراقب الأمور بنفسه عن كثب . وكان يستخدم كل الطرق في المراقبة في الأداء الحكومي .لقد وجد أن وزير الخزانة بلحيته وقوامه هو من اِستباح المال العام .لقد فكر مليا بهذا الموضوع القاتل إنها كارثة عندما المؤتمن يخون الأمانة الموسدة إليه ، فماذا عساه أن يفعل غيره ؟؟؟ أخذ يراقب المفاصل الرئيسية وينبه عليها حتى يجد الحل الأمثل حيث أن مسؤولي الدولة أصبحوا غير مؤتمنين على المال العام وأمام أعين الرعية !!! . أخذ يقوم بجولات ليلية ويتفقد مجالس المسامرين فيها متخفيا في ذلك ، لعله يجد ضالته في حل المعضلة التي حلت بالبلد ؟في أحد مجالس السمر وجد من أشار عليه بأن هناك شخص غريب ( الأفعال والأطوار ) يمكن ان تُحل به المشكلة ويجد فيه الضالة . استفسر السلطان من صاحب المشورة عن حل المشكلة التي استفحلت بالبلد . أشار عليه بأن هناك ( شخص ) يصلح أن يكون وزير خزانه أخذ السلطان بهذه ( المشورة أو الرأي !!! عسى أن تحل المشكلة المستعصية ؟ ) . وملخص الرأي لقائله هو :-- ( هناك شخص زاهد وتقي ومعروف من فعله المشهود له أمام أنظار الناس ولا يخفى على عاقل فعله وتصرفه اليومي . حيث شهد شاهدُ من أهلها بقوله والكلام لصاحب المشورة وهو مؤتمن على قوله . بأن هذا الشخص يعبر الشط يوميا سباحة علي يديه دون واسطة عبور ( كالقارب أو الكفّة أو البلم . ) ، وقد سُئِلَ يوما عن سبب عبوره الشط سباحةً منذ عشرين سنة . فأجاب بأنه شخص تقي وورع ويخاف الله فلا يريد أن يدوس على نملة فيحطمها أو يؤذيها فتصيبه سيئة أو خطيئة ويحاسب أمام الله عن الذنب الذي اقترفه بحق النملة !!! ) ..... انتهت ص٢ ... ص٣ تبدأ... هكذا وصل حاله إلى السلطان .لقد فرح السطان أشد الفرح بشخص يخاف الله بهذه الطريقة المثلى .فقام السلطان بتعيينه وزيرا للمالية خلفا للوزير الحرامي الذي أقيل وحوسب لعدم أمانته على ما وكلت له من ذمة . استلم الوزير الجديد الخزانة على بركة الله سبحانه وتعالى . المال العام بالحفظ والصون تحت إشراف الوزير التقي الورع والحمدلله سارت الأمور على ما يرام . اطمئن السلطان وحل الأمان علي أموال البلد . وقطع دابر الإختلاس وخيانة الأمانة عندما سمع الجميع بأمانة وزير الخزانة الجديد والخوف من الحساب فتوقف جميع الحرامية عن أفعالهم الدنيئة . حيث سيقع الحساب على جميع السراق . ويكون كل مسئ تحت طائلة القانون . سارت الأمور بهذا الطريق السليم ويوميا اعتاد السيد وزير الخزانة أن يعطي السلطان إيجاز على سير أمور البلد المالية ولمدة ستة أشهر دون منغصة تذكر . ... ص٣ انتهت .... ص٤ تبدأ ... وفي يوم من الأيام لم يحضر السيد الوزير إلى مجلس السلطان الصباحي كالعادة ؟ في ذلك اليوم كان الوزير مفقود على غير العادة . بدأ السلطان يتساءل عن الوزير دون الحصول على جواب . أرسل السلطان أحد العناصر المسؤولة إلى دائرة وزير المالية وعند وصوله فوجئ بأن أبواب الخزانة كلها مفتحة ولا يوجد باب مغلق ولا يوجد مسؤول أو حارس أو موظف أو أموال في الخزينة حيث تم تفريغ الخزبنة وتحميلها ونقلها إلى مكان آخر . وقصد بها جهة بعيدة وقد علم هذا الخبر من الجيران والمقربين من موقع الحادث حيث قام بهذا الفعل في منتصف اليل وقصد جهة مجهولة .
استنفر السلطان مجموعة من المقاتلين الخيالة وقد تم إستقصاء آثر ( ضعن الوزير والأحمال التي بحوزته . ) إستطاع المقاتلون الخيالة من اللحاق بالوزير بعد جهد جهيد وإعادته إلى السلطنة دون أن يفقد شئ من ممتلكات السلطنة من الخزانة . قٌدّم الوزير السارق إلى المحاكمة ليحاكم عن فعله الشنيع وخيانة الأمانة التي عهّدت إليه والخديعة التي إستخدمها في إستغفال السلطان وجميع الناس ؟ فأجاب بوقاحة منقطعة النظير بقوله :--- ( منذ عشرين سنة وأنا أضرب جف من أجل كسب ثقة الناس حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من ثقة أهلتني لأن أكون وزير وقد تربيت على الجوع والإحتياج المطلق في المعيشة والملبس والدراسة وجميع أسباب الثقافة الأبعد الإتكال على جهدي الخاص وأرى وأسمع رجال الدولة يتمتعون وعوائلهم ومن يحبون بكل خيرات الدولة ، وأنا محروم من كل أسباب الترف الذي يتمتعون به !!! ... انتهت ص٣.....يتبع ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق