السبت، 4 نوفمبر 2023

هل إنتهى عصر المعجزات / بقلم / عبد الكريم الصوفي

 هل إنتهى عصر المعجزات ) ؟

دون أن نغرق في المتاهات الخِلافية ... يمكنني أن أوجِز بحثي هذا تحت العناوين التالية :
أولاً ... يقول الله عز زجل ... (( ... ولا تَقفُ ما ليسَ لكَ بِهِ عِلم إن السمع والبصَرَ والفُؤادَ كُلٌُ أولئِكَ كانَ عنهُ مَسؤولا ... )) صدق الله العظيم ...
أي أن العِباد لا ينبغي لهُم أن بخوضوا بالأمور التي يجهلونها من دون بينة ولا دليل يؤيٌِدُ مَوقفهم أو وجهة نظرهم ... وذلك لأنهم مسؤولون عن لغوهم أمام الخالق العظيم وسوف تشهد جوارحهم عمٌَا يُضمرون من السوء ...
ولقد عَدٌَد المولى سبحانه من تلك الجوارح ثلاثَة وهي ... السمع والبصر والفؤاد ... والفؤاد بالتعبير القرآني المُبدِع هو بمعنى العقل ... لذلك إستعمل إسم الإشارة ( أولَئِك ) وإسم الإشارة هذا يُستَعمل لجمع القليل ...
والمعنى أن جوارح الإنسان سوف تكون مسؤولة أمام ربها يوم الحِساب عما إرتكب صاحبها من الفِتَن والموبقات ... وفي الشريعة الإسلامية يُؤمن المُسلم باليوم الآخِر و بيوم الحِساب ... حيثُ تُجزى كُلٌُ نفس ما عَمِلَت فلها ما كسبت وعليها ما إكتَسَبَت ...
ثانيا ... ومن أكبر الذنوب في الشريعة الإسلامية أن يسن أحد المسلمين سنة لا تجد ما يؤيدها في كتاب الله وسنة رسوله الكريم وذلك لإضلال المسلمين وشق صفوفهم ... فكل محدثة بدعة ... وكل بدعة ضلالة ... وكل ضلالة في النار ...
ثالثا ... الغلو في الدين ... والمبالغة في رفع الكثير من الترهات والسفاسف إلى مستوى العبادات التي فرضها رب العزة على عباده المؤمنين ... حتى أصبحت تلك الترهات والسفاسف والبدع والخرافات أصلا من أصول الدين ... وغدت العبادات والفروض التي فرضها الخالق العظيم سبحانه من النوافل ... ولم يكتفِ المرجفون بذلك بل أنهم شرعنو الخمر والميسر والأنصاب والأزلام ... أمعانا منهم بتحدي القاهر الديان ... فعادوا ألى عبادة الأزلام والأوثان ...
وتعاموا عن قوله تعالى ... (( لا تجعلوا لله أندادا من دونه )) وكل ما في الوجود هو من دون الله ... لأنه هو خالق كل شيء ... فكيف يعقل لبعض البشر أن ترفع من شأن مخلوق ألى سوية الخالق ؟ ... ألا يأكل هذا المخلوق ويشرب ؟ ... ومن ثمة يتغوط ؟ ويتبول ؟ ... أليست له غرائز وشهوات ؟ ... ألا يمرض ويتألم ... ؟... ألا يموت ؟
فتعالى الله عما يصفون ...
بل أنك تجد في بعض البلدان والدول ... عالما في الفيزياء أو في الإلكترونيات أو في علم الفلك ومع ذلك فأنه يعبد نوعا من الحيوانات ... بل تراه يتبرك بشرب بوله ...
رابعا ... لقد أنتهى عصر المعجزات بوفاة سيد الخلق محمد عليه أفضل الصلاة والسلام الذي ازال الغمة ونصح الأمة وأدى الأمانة وبلغ الرسالة ... هذا العظيم الذي بلغ سدرة المنتهى ... ثم نزل ألى الأرض ليأكل مع الفقراء وليلاطفهم ...
جاءت أليه امرأة من الصحراء لتعلن إسلامها بين يديه الكريمتين ... وعندما وقع نظرها عليه أخذت ترتعد من هيبة النبوٌَة ... فخاطبها قائلا ... هوني عليك يا امرأة ... فما محمد ألا رجل كانت أمه تأكل القديد في مكة ...
تلك هي صفات رسولنا الكريم الذي وصفه المولى بقوله ..(( وأنك لعلى خلق عظيم ))
فكيف نرفع سوية بعض المخلوقات إلى سوية الخالق العظيم سبحانه في ملكوته ... الذي وسع كل شيء ... وأن الكرة الأرضية التي عاش ويعيش عليها مليارات البشر
لا تساوي مقدار ذرة تراب في ملكوت الخالق العظيم ... فكيف لبعض المخلوقات التي تعيش على تلك الذرة أن ترفع بعض أفرادها ألى مستوى خالقها العظيم ..، أفلا يعقلون ؟؟؟
( فسبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين )
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حضورك وأنا / بقلم / زين صالح

  حضورك وأنا لماذا عليّ أن أحضــــر ؟ دعني منك ، أيها الساذج ،،، وعودك باطلة ، ومن الثرثرة تكثر ... هوّن عليك يا هذا ،،، يا صديق أبليس ،،، ي...