السبت، 4 نوفمبر 2023

الهزيمة الثقافية / بقلم / علوى القاضى

 الهزيمة الثقافية،،!!

بقلمى : د/علوى القاضى.
... منذ فترة ليست بالقليلة شاهدت فيلما تسجيليا يهتم بالبحث فى ثقافات الشعوب عادات وتقاليد وهل ممكن تعديلها ونقل البشر إلى ظروف ومجتمعات مختلفة بثقافات مختلفة أم لا
... وتم تطبيق ذلك على اسرة من غابات افريقيا بلغتهم التى لاتكتب وعاداتهم وتقاليدهم ونقلوهم إلى المجتمع المدنى
... وانتهت التجربه بفشل تام لأن جيناتهم غلبت عليهم ولم يتكيفوا على الحياة الجديدة
... وتجلت الهزيمة الثقافية فى هذا البحث
... إذا رأيتم الفرع مثمر فاعلموا أن الجذور أصيله وهذا ينطبق على تأصل جذور الثقافة للشعوب والإحتفاظ بها وتنميتها وتطويرها بما لايخل بالمخزون الثقافى لكل مجتمع
... إذن من أين تأتي الهزيمة الثقافية
... الثقافة ليست معناها أنك متعلم ، ولديك معلومات كثيرة فليس كل متعلم مثقف لأن التعلم تحصيل معلومات وعندما تطبقها فى الواقع تصبح مثقفا
... ولذلك فإن الثقافة هي منظومة السلوكيات التي تميز أى شعب عن غيره
... مثلا : ثقافة الزي في بلد ما ، ثقافة الأكل لشعب ما ، ثقافة الزواج لمجتمع ما وغيرها من العادات والتقاليد
... ومجموع تلك الثقافات تمثل ثقافة المجتمع ككل
... الذى يقرأ فى تاريخ شعب مصر والموروث الثقافى لشعب مصر من أيام مصر الفرعونيه وحتى مصر الفاطمية ثم مصر الحديثة ،كان الزى الفرعوني متميز بلونه وتفصيلة للرجال والنساء ، وفى مصر الفاطمية كان الرجال يلبسون الجلباب والعمامة كما نرى أيام عمر مكرم والمنفلوطي وغيرهم في الزمن ده ، والنساء بالبرقع المغطي للوجه ، كما نرى النساء مع هدى شعراوي
... أضف عليه اللغة العربية الرصينة ، وآداب التعامل واحترام الكبير وخلافة وهذه هى ثقافة السلوك السليم
... ده كان أيام الإنغلاق ، لعدم وجود وسائل التواصل العملاقة كما هو في الوقت الحالي ، اللي بتخلينا نتعامل ونتأثر بثقافات مختلفة
... كذلك الاستعمار بثقافاته المختلفة أثرت فى ثقافة المجتمع وحينما إختلطنا بالعثمانيين والأسرة العلوية ، وخلعنا العمامة والجلباب ولبسنا الطربوش والبدلة ، وتدريجيا خلع النساء البرقع وتطور الأمر فى ستينيات القرن الماضى لبسن ميني جيب ، وشاعت اللغة الفرنسية والإنجليزية كلغة الطبقات الراقية
... ثم تطورت وسائل الإتصال أكثر وانفتحنا على العالم أكثر ، فصارت اللغة العربية المخلوطة بالإنجليزية هي اللغة الكيوت ، اللطيفة
... وصار لبس الجينز المقطع شئ عصري
... الخلاصة : لو أن كل هذه التغيرات التي طرأت على الثقافة المصرية ، نابعة من المصريين أنفسهم ، لما حزنا
... لكن للأسف ، هزمنا ثقافيا ، وكنا تابعين لغيرنا من الثقافات في أغلب الأوقات
... وتخلينا عن كثير من ثوابتنا الدينية والأخلاقية والسلوكية ، بمجرد الإحتكاك والتعامل مع غيرنا من الثقافات المختلفة
... هذه هي الهزيمة الثقافية ، عندما تفقد جذورك ، وتغيب عنك هويتك ، ولون حياتك المميز ، وعندما تذوب في ثقافة غيرك ، وتكون تابع له سلوكيا وفكريا
... كل ما نعانيه الآن من بلطجة ، وخلل في السلوكيات ، ومنظومة الإجتماعيات الشاذة والغريبة عن عاداتنا وتقاليدنا ، هو نتاج ذلك الإنسحاق والذوبان الثقافي ، وفقدان الهوية
... فما المخرج
... تحياتى ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

همسات الليل / بقلم / محمد السيد السعيد

  همسات الليل مَاذَا أفعلُ سيِّدتِي حينَ أرَاكِ يا قمرًا نوَّرَ لي دَربِي يا شمسًا أضاءتْ لي نَهَارِي أحببتُكِ حبًّا مِنْ قلبي فَجمالُكِ سِح...