يوميات أناس عاديين // زلزال الحوز ( 08/09/2023) //16//
420
************
الكثير من الوعود الفارغة، الكثير من اليتم الخفي والظاهر ، القليل من الأيادي الممدودة . أما الحياة فتتنفس هواء الليل بصعوبة ، والجميع ينتظر جنونا يخرج من شرنقة بلا زهرة .. الجميع بصدد قيلولة لنسج أحلام ، أما النسيان في تلك اللحظات الدرامية فضروري .
يقاتل الإنسان ضد مجتمع منافق بارد .. يشعر بالاختلاف والوحدة .. تندلع حرب قذرة بداخله .. يتمنى أن يكون له منزل مثل أي شخص ، فالخيمة لم يتعود عليها يوما .. ولم يسبق له أن تمتع بعطلة صيفية في خيمة على الشاطىء .. الخيام كان يراها فقط في السوق الأسبوعي .. الخيمة مكان دافىء للاستجمام ومكان بارد ضيق للعيش ، فلا فناء مثالي للتنقل ، و لا مطبخ ، ولا مرفق صحي ، ولا حمام . والحال أن العيش في الخيمة يدفع إلى البكاء ، فهونقطة سوداء ستبقى محفورة في ذاكرة سكان "الحوز" و "شيشاوة " و ترودانت " إلى الأبد .. سيؤرخ بها أبناؤهم و أحفادهم لفترة طويلة وعصيبة من حياتهم .
" ضيف " يوميتنا اليوم عندما تذكرَ دفء الماضي سالتْ دمعةٌ على خديه ، تيقن أن ذلك الماضي الجميل الوديع ذهب ولن يعود .. لن يعود كل مساء الى منزله بمشاعر يشتركها مع أهله . لن تستقبله عند الباب تلك الزوجة الجميلة ذات الشعر الأسود والعينين الخضراوين.. تلك التي لم تجتز عُمرَ الخمسين .. مجتهدةً كانت ، وبابتسامة كانت مميزة ً على الدوام ، غربت الشمس اليوم ولم تبزغ هي في مكانها المعهود .. كانت تفتح كل الأبواب التي أغلقها الزلزال وأطاح بها إلى الأبد، قبل منتصف ذلك الليل المشؤوم الثامن شتنبر أيلول 2023 .
بقلم
أسيف أسيف // المغرب //
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق