السبت، 28 أكتوبر 2023

امرأة بألف امرأة / بقلم / حسام الدين صبري

امرأة بألف امرأة

اعتدتُ دائما أنْ أسبحَ
ضد التيار
وأن لا أغلقَ الأبواب
أمامَ النَار
لا شيء يُفرضُ علي
فَاللقرارِ ألف خيار
وحينَ أحِب أفرضُ
طقوساً غير الطقوس
وأزرعُ
أشجارا غيرَ الأشجَار
إن حل البردُ
فَصدري مِدفأةُ
وجلدي ثوبٌ
إن غَزتِ الأمطَار
كلُ الليالي أعرفُها وتَعرفُني
أحمل الشموسَ في يدٍ
وفي الأخرى
أحملُ الأقمَار
الشعرُ بيتٌ أكتُبهُ
في تشرين
لِتكتمِل قصيدةٌ كانت
في مُنتصفِ آذَار
أنا لا أُؤجرُ قلمي للنِساء
فَقلمي
كَقلبي ليس للإيجار
لا أكتُب إلا لامرأة
ذاتَ سلطةٍ شرعية
تَفرضُ عَلى حِسي
وعلى قلمي حِصار
بينَ يديها
يَنزفُ القلبُ شِعراً
ولأجلها
تبوحُ بسرها الأزهَار
تُقيمُ الليلَ في معبدي
ترانيم واعترافًا وأذكَار
لا يعنيني
من تكون من أي نسلٍ
فَالحبُ ليسَ بالنسبِ
والإختيار
يعنيني فقط أن تتوضأ
بدمِ القلب
قبلَ أن تطُوف بِكعبةِ
الأشعار
مناسكُ عشقي ليست
لِكُلِ تائبةٍ هاربةٍ ضَالة
أنا أرضي للبقاءِ وليست
للفَرار
الطوافُ بِجُزري لامرأةٍ
تُجيدُ فنَ الثلج و النار
امرأةُ تُراقصُ قلبي
كلَ يومٍ بلا أوتار
تقتُلني عشقا بدمٍ باردٍ
وتجعلني
أحبُ لحظاتِ الإحتضار
امرأة بِها
تتغَير النجوم وينتهي
عنادُ الأقدار
الضوءُ في عينيها مُتسعُ
وفي راحتَيها الكَونُ
والمدار
لاتستهويني أشباهُ النساء
فالماءُ المالح لايُشبعُ
وإن جفت الأنهار
اليوم أعلن اعترافي
بِغزو جزيرتي
والطوافِ بأشعاري
وأبوحُ بكلِ الأسرار
وأشهدُ أمامَ الدنيا أنكِ
الأنثى الوحيدة
التي ساقتني للذبحِ
في وضح النهار
وأنتِ أعظم السطورِ
في دفاتري
وخيرُ ماأنجبت الأشعار
أدخلتيني
مُدن الجنون واللاوِعي
حتَى نسيتُ اسمي
واخترتُ اسمًا مُستعار
واعتصرتُ فيكِ
شَكاً ويقينا
خيطًا رفيعًا بهِ سكُوني
وبهِ إعصار
بينَ لذةِ الخمرِ فيكِ
واستفاقتي
ألافُ القصص تُحكى
وتُبنى وتُهدمُ ألافُ الأسوار
جعلتِ مني سفاحاً وقديساً
ملاكاً وشيطانا يزرعُ
الأرض نار
بِمزيجٍ من التوبةِ والعصيان
أنا مابينَ
براءةِ الأطفالِ بِعَينَيكِ
وذنوبِ عشقي والإصرار
سرقتُ لكِ من الشمس نورا
ومن حضن الموجِ
سرقتُ لكِ كنوزَ البحار
واحتلتُ على الربيعِ والورد
لأهديكِ ماتستحقيه من
طرحِ الأشجار
وصاحبتُ الطيورَ لأتعلم
شدو الحنين
فرأيتُ أن الشدو بإسمكِ
خالدا كنشيدِ الثوار
فلا الطيور ولا الشمس
ولا البحرُ ولا الأشجار
أتوني بشيءٍ تستحقينهُ
فمَا حيلةُ القلبِ الذي اختار
عُذرا سيدتي إن لم أعطكِ
ماتستحقين والتمسي لي
عُذرًا منَ الأعذار
ربما يوما يخترعونَ أشياءً
جديدة أستخلص مِنها
مَايُشبهك
إن أهملتني الاقدار
ياامرأة بألف امرأة
اعترافي اليوم ليسَ انهزاما
فَالإنهزام بِالحب
خيرُ انتصار
لملمي شتاتَ أيامي
وزيديني من الأخطار
وعلميني بينَ يديك
كيفَ أكونُ من ثلجٍ وشرار
وسافري بي بعيدا
إني مللتُ الدارَ وكلُ
وجوهُ الجوار
وزيديني حُباً وموتا
واترُكي على جِلدي
بصماتٍ وتذكار
إنَ قتلي فيكِ مُحللُ
والحرام
أن أبقى فقط حدَ الإنصهار
وزيديني ندما
على مامرَ من العمر قبلك
ليتهُ ماكانَ عمري
ياليتَها كانت بأيدينا الأعمار
حسام الدين صبري/
أخر ماتبقى من الشعر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الراهبُ الثوريُّ / بقلم / الكعبي الكعبي ستار

  الراهبُ الثوريُّ في السجونِ تسجدُ الأحزانُ ثكلى كم تثورُ وتناغيكَ القيودُ بفؤادٍ نزفُهُ صبراً ينوءُ هو دامٍ في المنافي دهرُهُ خوفٌ بليلِ ا...