الأحد، 29 أكتوبر 2023

شَوقٌ وكِبرياء / بقلم / حسام الدين صبرى

 شَوقٌ وكِبرياء

مَنْ قَاَلَ أنَنِي لَا أَتَعَذَّبُ
وأنَّنِي لاَ أحِنْ
إنَّنِي مِنْ لَهِيبِ أشوَاقِي
أكَادُ أنْ أُجَن
وفِي أضْلُعي قَلَبٌ يَحتَرِقُ
فِي كُلَّ لَيلَةٍ ويَئِنْ
ولَكِنَهُ الكِبرِياءَ ياعَزِيزي
مَاخَابَ فيهِ أبدًا ظَّنْ
قد احتَوَانِي فَجعلتُهُ مَذهَبي
فَلاَ خروجَ عَنِ المَذهَب
وليَكُن مَايَكُن
عَهدُ الكِبرياءِ أبقَى
أبقَى من عَهدِ الوفَاءِ
هَذا يُبكِيكَ أمَامِي وهَذا
وهَذا بقَايا
مِن جِرَاحٍ وشَجَنٍ
وبينَ دمُوعي بالأمسِ
ودمُوعُكَ اليومَ
الطِفلُ في صَدري يَحتَرِقُ
ويَلعنُ الفِراقَ سِراً
ويَبتَسِمُ كَذِباً في العَلَن
مَا أدرَاكَ أنَّ الَليلَ لا يُدمِيني
وأنَّ الذِكرَيَاتِ لاَ تَقتُلُنِي؟
لا تَعجَبْ لا تَعجَبْ
إنْي أتَنَفَّسُ مِن خِلَالِ كَفنْ
ولَكِن عِزةَ نَفسِي طَاغِيةٌ
فَوقَ أشوَاقِي عَاَلِية
فَلا حُبَّ أعرِفُهُ بِلا كِبرِياءَ
وإنْ كَانَ أنهَارُ عَدَنْ
لا حَنِينَ يَأخُذُني إلَيكَ بِلا عِزةٍ
لا ولا لَا تَظُّنْ
في شَرِيعةِ هَوَايَ الكِبرِيَاءُ
قَبلَ المَاءِ وقَبلَ السَكَنِ
أُقِيمُ الليلَ جُحُوداً وهُرُوباً
وأُغَيرُ سُنَّةَ العُشَّاقِ بِآلافِ
ألاَف السُنَن
إنْ كَانَ الفَجرُ في عَينَيكَ
يَقتُل شُمُوخِي
فَلا فَجرًا أُريدُ وإنْ كَانَ
العُمرُ سُوداً
أنَا وإنْ كُنتُ جَرِيحًا
لا يُثنِيني الجُرحُ وإنْ طَالَ
جَفَاء الزَمَن
لا أعرِفُ ضَعفًا ولا أنْحَنِي
فَاَلرِيحُ لا تهدِمُ جَبَلاً ولا
البَحرُ تَنَل مِنهُ السُفُنْ
إنْ لَمْ تَحفَظْ لِي كِبرِيَائي
مَا الذِي تَحفَظُهُ لِي بَعدُ؟
أنَا عِزَّتِي قَبلَ حُبِّي هِي أولاً
وثَانِياً وثَالِثاً وعَاشِراً
إني أشتَاَقُ لا أُنْكِرُ وأتَألَمُ
ولَكنْ لاَ خَيرَ لَدَىَّ فيمَن
يُهِينُ كَرَامَتي
ومَن لايَكُونُ كِبرِيَائي
في عَينَيهِ وَطَن
لاَ تُرَاهِنْ عَلى عَودَتي، أنَا
وإنْ كُنتُ أحلُمُ بِلقَاء
ويَقتُلُني الظَمَأ لَنْ أعُودَ
وإنْ عَزَّ الدواءُ بَعدَكَ
ونَالَ مِن قُوتي الَوَهَنْ
إنْ كَانَ بِنَاَئي عَلى يَدَيكَ
فَهدمِي شَامِخٌ حُرٌّ
فيهِ حَياةُ ونُصرَةٌ
أولَى لَكَ أنْ تَمضِي بَعِيداً
فَلا تَنتَظِر سُقُوطي يَوماً
إنَّ الصَرحَ الذي
حَاولتَ هَدمَهُ ذَاتَ يَومٍ
سَيعلو أكثرَ
ولَنْ يَكُونَ لكَ فيهِ أبداً سَكَن
حسام الدين صبرى/
ديوان/قال لي سنلتقي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لست أدري / بقلم / علي حميد سبع

  لست أدري كم المسافة بيني وبين أقداري ... كم مرة كنت على حافة حتفي ورب العرش أنجاني ... هي رحلة الأيام تقتاتنا ... كم فرحة مرّت في طوارقي ذ...