الاثنين، 3 يوليو 2023

ظنون الشاعر / بقلم / الطيبي صابر

 في محراب الكتابة الإبداعية.

حين يعتصر الألم ظنون الشاعر ويجف عود الأمل عنده ، تنساب الكلمات متوهجة والصور الفنية معبرة ، فتشعر وكأنها تطلق الحكايات المحبطة والأفكار المعقدة. يصبح الإبداع الطريق الوحيد للتعبير عن ما يجول في العقل والقلب ، لإيجاد المعنى والغرض والجمال من تلك المشاعر المتناقضة.
وعلى الرغم من أن الألم قد يجعلنا نشعر بالضعف واليأس والإحباط، إلا أنه من دون شك يصبح دافعا للإبداع والتميز. يستخدم كمصدر للإلهام، يشجعنا على الانفتاح على العالم بطريقة مختلفة والتعبير عن أنفسنا بشكل جديد ومميز.
هكذا يوظف الشاعر الألم ( ولاإبداع بدون معاناة ) كقوة لإنتاج شيء جميل، فهو شيء قد يكون أثمن هدية للنفس وللعالم.
إن التعليقات الجميلة تخلق في النفس مزيدا من الإصرار على الحفر بحثا عن كنوز لغة جميلة حبانا الله بها في خضم كلمات وأسطر ... نحاول أن نرسم ألوان القصيدة بأيادي الحروف، مستهدفين موضوعاً مختاراً بعناية، نحيله بأسلوب يتغير في كل مرة ، ذلك الموضوع النجم الذي يتلألأ بين سطور كل محاولة.
بكل تواضع أعتبر الكتابة موضوع حب متغير حربائي اللون ؛ فالكتابة هي رقة الحرف التي تعانق الوريد... هي حب مرهف يملأ الوجدان بالحروف الدافئة وينساب عبرها الشعور غناء يتدفق من الألسن... هي حب حزين بعيون لامعة كالنجوم الساطعة...صوتها الهادئ يأسر القلوب السعيدة والتعيسة على السواء تلك القلوب التي يجتاحها الأسى أوالفرح ... هي نجوم ترحل كأنها طيور مهاجرة... هي ذلك الحب القوي الذي أحاول كتابته بالنار واللهب...حب لا ينطفئ ، يتدفق مشاعر قوية كتدفق نهر جارف...
وأخيرا وليس آخرا إنها الحب الذي يمر بالقلب كفتات شتاء تاركة خلفها آثارا خفية ... ينتشر عبيرها بين الأمل والقسوة ، فيصبح الألم قصة تتكرر كل مرة...
أعتقد أن الشعر يغمرنا بجماله ويأخذنا في رحلات من الأحاسيس والمشاعر، يستهدف موضوعا أساسيا بألوانه وأساليبه المتنوعة... يتغير نمط الكتابة مع كل قصيدة ، بينما يظل الموضوع الكامن وراء السطور هو الجوهر الذي يستهدفه الشاعر في محاولته إيصال الرسالة والتعبير عن الأفكار والمشاعر....
الطيبي صابر (أبوسهيل)المغرب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الْكَرَامَةَ لاَ بِالسِحْرِ / بقلم / عبد الحميد بن مفتاح الدين

  الْكَرَامَةَ لاَ بِالسِحْرِ إِنَّ الْكَرَامَةَ لاَ بِالسِحْرِ تُكْتَسَبُ بَلْ إِنَّهَا هِبَّةٌ يَسْخُو بِهَا اللَّهُ مَنِ ادَّعَا هَا وَلَ...