كوخٌٌ وذكريات
تَرِدُ في خاطِري الذِكرى فَأستَرسِلُ
كوخُُ يُحيطُ بِهِ ذاكَ الَبَهاء وفي الجَمالِ يوغِلُ
وفي الصَباح يَصحو على تَغريدِها مَرحى لَها البَلابِلُ
رَيحانَةُُ في جَنبِهِ تُلوحُ لي كَأنٌَها عَن حالَتي تَسألُ
والنَدى فَوقَ الوُرودِ يَزينُها فَتَخضَلُ
باسِقاتُُ منَ الأشجارِ في صَمتِها تُجفِلُ
كَأنٌَها جَحافِلُُ تَرَبٌَصَت تُقاتِلُ
نَسائِمُُ مِنَ الزهور يا لَلشَذا لَم يَزَل في خاطِري يَمثُلُ
ولَم تَزَل رَوائِحُ ( الطَيٌُون ) لِروحِيَ تُرسَلُ
وغادَةُُ في كوخِها تَضاحَكَت لِبُرهَةٍ
كَمَهرَةِِ تَصهَلُ
وأومَأت في لَحظِها كَأنٌَها بِصُحبَتي تَحفَلُ
هَل لم تَزَل تَرغَبُ يا فتى بالوِصال أو ذَلِكَ الغَزَلُ ؟
وأذكُرُ أنٌَني أجَبتُها أي نَعَم فاستَرسَلَت لِلشِباكِ تَغزُلُ
وأسبَلَت لي جَفنَها يا سَعدَها حينَما تُسبِلُ
يا لَها تِلكُمُ الأيام وكَيفَ كانَت ( حُلوَتي ) لِلهَوى انشودة تُرَتٌِلُ
تُدَندِنُ وَقتَ الأصيل وشَدوها يُثمِلُ
وشَعرَها ذَهَبُُ يَسيلُ مَرحى لَها الخِصَلُ
يَموجُ مِثلَما يَموجُ جِسمُها يا لَها في حَقلِها السَنابِلُ
يُلامِسُ ثَغرَها شَفَتي فَأدٌَعي أنٌَها القُبَلُ
وتَغرُبُ شَمسُ النَهار وكوخَنا لِروحِنا يُظَلٌِلُ
نَبيتُ ليلَتَنا وجَفنُنا لا يَكادُ يَغفَلُ
وفي الصَباحِ كَم غَرٌَدَت بَلابِلُ
يا وَيحَهُ الكَسَلُ
أقولُ ( لِلغادَةِ ) قَد أشرَقَت شَمسُ الصباح
فَهَل تَرغَبين بالنُهوض ؟
فَتَدٌَعي التَثاؤبَ وتَهمُسُ بَل لَيلُنا لَم يَزَل يُلَيٌِلُ
أقولُ في خاطِري كم أنا واهِمُُ مُضَلٌَلُ
يا وَيحَها كَيفَ تَصحو باكِراً في رَوضِها البَلابِلُ ؟
والغادة تغضَبُ تهمُس في سِرٌِها
يا بِئسَها تلكَ الطيورُ حينما بالنهوض تعجل
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية
سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق