السبت، 3 يونيو 2023

لم تسعفني / بقلم / وليدالربوعي

 لم تسعفني ذاكرتي حتی أخونك قليلاً

فالوفاء ديكتاتور حكم علي بالبقاء جبراً في حبك
وأذاقني أصناف الشعر المكتوب علي جدران غرامك
وأوقفني في رصيف عينيك غصباً
تململ الوقت يريد مناداتي بالرحيل
لكن نقطة علی الرصيف كانت تراقب تحركاته
فحمل رماد الإنتظار ورحل
وبقيتُ وحيداً
في مدينتك الخائنة
تلك التي تبتسم للقدوم
ولا تبكي للوداع
أنا كلمة حزنٍ بين عيدين
ودمعة ريحٍ بين ذراعين
وقصيدة بين جرحين
وقطعة موسيقی بين أصابع فاتنة النهر
وضحكة طفلٍ في فنجانٍ أسمر
يشربهُ العشاق
كل مساء
أيتها المسافرة في أمواج دمائي
سفرٌ لا يتوقف
متی ستصلين المرفأ
كي تلقي أشواقي عصا الترحال
لقد خبأت حبك في كريات الحب الزرقاء
التي تشبه لون عيونك
أنتِ أجمل مدينة مر بها قطار حبي
ونامت في ضواحيها أعصابي
وانطفأَ هيجان الروح
إذ لا سُكنی في هذه الأرض سواك
عندما لا أراكِ أصبحُ فوضوياً
أكره كل الأشياء
أختلف مع كل الناس لأتفه الأسباب
وأخاصم حتی الأشجار
وأسير دونما وجهة
لا أدري أين رحيلي يمضي
حتی أصل اللاشيء
المساء ليس طويل البال ليحمل ثرثرة أوجاعي
وحديث الصمت الذي في طياته آلاف الكلمات
حياتي صبغة ألم في نهر الأوهام
ماتت من ظمأً
وأنا
زوايةٌ مظلمةٌ في هذا العالم
تبحث عن نورك كي تصبحَ عيداً
أنا لن أغرق في هذا الكون
لأنك كسفينة نوحٍ تحملني
ومعي أزواجٌ شتی
من أشعاري وحنيني
ودفاتر أيامي
أنا بجوارك مملكةٌ لايغيب عنها الحرف
وإشراقة نصرٍ عظمی
سأضع عرشي في عينيك وأحكم هذا العالم
وليدالربوعي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

رحلة العمر / بقلم / بسعيد محمد

  رحلة العمر ومجالس الفضلاء بقلم الأستاذ والأديب : بسعيد محمد يا شذى القلب ، يا رنيم السماء يا ضياء أكرم به من ضيا...