الأربعاء، 1 مارس 2023

الهواء الطلق / بقلم / محمد حسام الدين دويدري

 قفزة في الهواء الطلق

محمد حسام الدين دويدري
أطلِقْ لسَانَكَ مِنْ عِقالِ الوهم
واستفتِ الأصيلا
يا صاحب الوجه المغضَّنِ بالكرى
واصحُ قليلا
فاسأل جباه الغيم
كم عَرَفَتْ من التاريخِ
فازدادت ذهولا
ناضلتَ كي تبقى القبائل وحدةً
فغدت فلولا
فاستنطق الحقَّ الذي
كم عشتَ تطلبه طويلا ...
قاتلتَ كي تبقى عزيزاً...
فانتظر ....
صبراً جميلا
مادمت تسرف في ركوب غرورك العاتي دليلا
مادمت تركض خلف أسرابِ الرياء
مادمت مشغوفاً جهولا

حطَّمتَ مرآةَ الخيالِ
فصرتَ مسجوناً .. عليلا
يعلو شفاهَكَ ألفُ لونٍ صارخٍ :
ويحَ الرجولةِ يا بَني عدنانَ ...
ضيَّعنا الرجولةْ
مَنْ يا ترى باع التراث بحفنة من خردلٍ ..؟!
أو باقةٍ من نرجسٍ
أضحت ذَبولى... ؟!
مَنْ يا ترى باع العفاف بِقَينةٍ
أمسَتْ خَيُولى .. ؟ …
مَنْ يا ترى وضع المشاعر في دِنانِ الخمر
واحترف النُكُولا
مَنْ ذا أضاعَ حقائقَ التاريخِ
واغتالَ العُقولا
ثوبُ العروبة ما يزال على جلودِ القومِ
مزهوّاً ...
صقيلا
وعباءَة السلطان ذاب بَريقُها حُسْناً أَصيلا
لكنَّ مائدةَ الثريد غَدَتْ
لمسابقات التيهِ والخُيَلاءِ
صِرفاً .. سلسبيلا
مَنْ ذا يناجي طفلةً جرداءَ تنتظر السبيلا
تقتات من ريحِ الهواءِ
يمرُّ سحرياً ... عليلا
تطهي الحصى ، علَّ الخليفةَ قادمٌ
طيفٌ يجوب المستحيلا
الصدق صار زجاجةً
كالعطر .. تدهنه قليلا
ما أن تُحِسَّ أريح أُنسه برهةً
حتى يزولا
مستوردٌ ... لا خيرَ في رَيحانه
والثَرُّ تلقاه بخيلا ...
والعدل مصلوبُ المفاصل و اللُهى
تلقاهُ مُصفرّاً ... ذبولا
العهد صار مطيّة للغدر
تحسبه ذليلا
والصبر بات فراشةً حمقاء
والحقدُ خليلا
سَلْ أهل قانا إن أردتَ
سل الثرى
جيلاً فجيلا
واشحذ همومَكَ فوق نار الجرح تعشقْكَ البطولةْ
إنْ لِنتَ سَحَقَتكَ المناسمُ تحتها
أوهنت حصَدتكَ الليالي
ومتَّ رعديداً كسولا
فانهض لتوِّكَ من إسارِ السحر
واتَّبِع الرَّسولا
ثم امتشق سهم المرارة من صدى الآلامِ
واقتحم الطلولا
واشرب رحيقَ الغِّز من يَدِ خالد
واستمطر الأمل الجميلا
إنَّا حملنا العدل نبراساً
وحطَّمنا الغلولا
فتفتحت تحت السنابك أمنياتٌ
والربى أضحت حقولا
فعلامَ أحرقنا قوافلنا ...
وآثرنا المقيلا
وعلامَ ضيَّعنا المضارب
واحتسبنا القردَ غولا ...؟ !
وعلامَ أهرقنا رِهام الغيثِ
واخترنا الرحيلا ... ؟
نجري وراء مفاوز التطبيع
نحسبه ظليلا
المدُّ والجزرُ استباحَ القومَ
فاستهموا السيولا
كيف اعتلانا الخوف بعد ركوب المجد
فازددنا خمولا
كيف استكانتْ للمقيل خيولنا فغَدَتْ ذَلولا
كيف انبرى قلبُ الحقائقِ
كيف باتَ الفيل فأراً
كيف صار الفأر فيلا
كيف صار الذيلُ رأساً
كيف أضحى الرأسُ ذيلا
هم أوهمونا أن حدَّ السيف بات منكسراً
صدئاً ...
رثاً .. هزيلا ..
هم علَّموا أطفالنا أنَّ الحميَّة من غبار الطيش
فانتَظَروا طويلا
قالوا : سنأتيكم بحقل القمح محصوداً
ومطحوناً
ومطبوخاً ؛... شهياً
قالوا : امتطاء العمر قد يغدو لنا فرساً زَمولا
قالوا سنأتيكم بروح العلم فانتظِروا قليلا ...
ونحن صدَّقنا السفاسفَ كُلَّها
واليومَ أسلَمْنا العقولا
لنغوص في كأس المهانة دون أن نشفي الغليلا
قالوا : سنأكل من رغيفٍ واحدٍ
يطهي لنا "بيريز " ... أو " حاييم " ... أو " كوهين "
أصنافاً خجولى
قالوا : سنشرب قهوة التطبيع ملءَ رؤوسنا
فاستعذب الربع الموائد والكرى
فالحلم أمسى سلسبيلا
لم يعلموا أن احتساء الغدر لا يهب الوصولا
هل مزَّقونا عُنوهً ... ؟ ! ! ..
هل مزَّقونا غِيلةً ...؟ !
مثلما التاريخ أردوه قتيلا
دفنوا رفاته في بقاع العتمة الصمَّاء
واخترعوا البديلا
قالوا بأنَّا أمةٌ في الجاهليهْ
فصرختُ : يا أهل الحميهْ
شتَّان بين سلامهم
وبين تمزيق الهويه
مَنْ كان يحبو حينما كان انفتاح العُرْبِ جباراً قويَّا ..؟!
مَنْ كانَ يرزح في جحيم الظُلْمِ والظَّلْماءِ مقهوراً دَنِيّا ..؟!
العدلُ من شِيَمِ العروبةِ ..
يملأ الدنيا ..زكيّا
مَنْ عَلَّمَ النااسَ المحبةَ والسلام ...
مَنْ كان بالعلم قويا ...
مِنْ ههنا بَزَغَت رسالات السماء
فلا تَكُن غِراً فريّا ...
وانهض فكن صلباً عَلِيّا
حلب ١٩٩٥


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مظلة الحب / بقلم / عقاد ميلودة

  مظلة الحب مظلة الحب لما تغطينا تفتح المشاعر ينابيعا تسقينا تنسينا ما مضى وتحيينا همسات مدوية تسافر بنا لعالم متفرد خلق لأجلنا حبيبي لم تنط...