بَينَ انزِلاق وانطِلاقِ
محمد حسام الدين دويدري
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
حينما يَرتادُ صوتي قاصِداً نهرَ اشتياقي
يَرشُقُ الماضي سِهامَ الحُزنِ في خُضرِ السواقي
عَلَّ قلبي يَستجيب لدمعةٍ تَرجو اختراقي
كي تُثير بِذارَ قلبٍ بات في صَخر انغلاقي
هارباً من كلّ خفقٍ مُشرِقٍ عذبِ التساقي
* * *
أيها اللاهثُ مَهلاً
هاتِ لي قلبي... وهاتِ
دفقة الإنقاذ؛ أنجو بالصدى والأمنياتِ
من لهيبٍ يصطلي بي هادراً في عُمق ذاتي
مُستبيحاً بَسْمَتي
بل مُرعداً في كلّ آتِ
كَمْ غزا الصمتُ فؤادي مُستزيداً في سُباتي
فانْثـَنى قلبي كَليماً
عن مَساراتِ التَلاقي
خارِجاً عن كلّ سربٍ
هاجراً كلَّ الصِلاتِ
يَشربُ الضوضاءَ كأساً مُسكراً مرَّ الصِفاتِ
أزهَقَ العَزمَ المُسَجَّى في مقاهي الذكرياتِ
تحتَ أقدامِ المَفاتِنِ والسِياطِ الهائجاتِ
مستخفاً بالجراحِ الراعفاتِ وبالكُماةِ
بالذين سقوا ترابَ الأرضِ أحلامَ المئاتِ
هُمْ بَنوا صَرْحَ التَسَامي في مسافاتِ التآخي
فانغمسنا في اللهُاثِ وفي الخِلاف وفي التَراخي
يعتلينا ظِلُّ سيفِ الوهم في يأسِ الصُراخِ
كي تظلَّ جُلُودُنا بينَ انسِلاخٍ فانسِلاخِ
* * *
أيها الساري وحيداً
مُستجيراً بالفراقِ
دونك الذكرى فهلاّ عِشتَها عيشَ استِباقِ...!!
سِرْ...؛ وفي أفيائها
بين الكنانةِ والمدائن والجزائر والعراق ِ
فاشهد الإصرار يبني
قلعة الحُبِّ المُحَصَّنِ بالتُقى دونَ الشِقاقِ
................
الأربعاء، 09 تموز، 2003
من مجموعة: بين انزلاق وانطلاق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق