العودة
التقطت بيديّ العاريتين
من كنت أقارعه
في الدّروب العتيقة
دون رجعة
دون تأشيرة، دون موافقة
دون ميثاق، أو عهدٍ، أو وعد
لقد مسحت كل آثار دروبي
غيرت الطريق الّذي سلكته بالأمس
حملت كلّ ملامح الحياة
التي تسكن وجهي، وترتسم على جبيني
عدت وأنا مخضبة بغبار السفر
قلبي المثخن بالجراح
وتعرجاته الملتوية وفجواته العميقة
تبثّ فيّ ألحان البهجة والسرور
ينتشلني بحرص من غمرة الصخب
نشوة ثملة تنبثق من رحيق الهجر
والمعاناة والأنين
عدت وأنا أحبس سيل دموعي
مكابرة
كأنّي زهرة بريّة طلت بهية
من بين تشققات قديمة
لصخرة داكنة منسيّة
أرتدي تفاصيل التعب والنصب
وشتاء يقوّض نهر الصّواعق
الّتي تسكنني... وتلازم أضلعي
تعبر سطور التّاريخ
تزحف على جسر أبجديّتي
فتزهر ألقاً
تتدلّى منها عناقيد منذ ٱلاف السّنين
تسترجعني من عمقي
إلى أعماق السّكون
أرى العالم يفرّ من حولي إلى عمقه
في كلّ حين
الصّمت يسري في عروقي
يضطرب، يحرّك براكيني
يهزها... ينسيها الرفاهيّة
يقودها.
إلى الانهيار
يلجلج متروكاً في مكبّات المحطات يخنقها، يؤذيها الاشتهاء
يسحقها
يلقيها في متاهات الميادين
يتركها دون التفاصيل
الفارّة من صدق القرار
عدت والشّمس تتكئ على خاصرتي
وخطى المسافات تسير أمامي
أهشّها بظلّي الواثق
ظلّي يختصرني إلى أقصى المديات
فتتلوّن أمامي كلّ خرائط العالم
وتزهر أمامي دروب الحياة
والٱن ... عدت لأبدأ من جديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق