يقول الشاعر ابو الطيب المتنبي
ما كلّ من ذاقَ المنيَّةَ ميّتٌ
بعضُ المنيَّةِ ذاقَها الأحياءُ
وأنا أقول
( دربُ المنى )
لا تجزعنّ فللمنى أنباءُ
والغيبُ يكشفُ سرّهُ الشعراءُ
وذَرِ الخطى تهَبُ الدروبَ قداسةً
ما طابَ روضٌ قد جفاهُ الماءُ
والعيشُ مَغْمُوسٌ بنَكهَةِ ظُلْمَةٍ
مَا مَسَّ وَجْهَ النّائِبَاتِ ضِيَاءُ
نَسْعَى وللإنسانِ بَارِقُ نِعْمَةٍ
تجفوهُ لَكِنْ فِي الْحَيَاةِ رَجَاءُ
نَمْ تَحْتَ حَدِّ السَّيْفِ وَانْعَمْ بِالْمُنَى
مَا خَابَ عَبْدٌ مَلَّهُ الْإِعْيَاءُ
فَالْعَدْلُ مَكْسُورُ الْجَنَاحِ مُمَزَّقٌ
تَجْرِي مَشِيئَتُهُ بِحَيْثُ نَشَاءُ
فَإِذَا الْقَضَاءُ تَقَوَّضَتْ أَرْكَانُهُ
فَالْحُكْمُ من عزم الرجالِ قَضَاءُ
وَالْمَوْتُ أَعذَبُهُ بِرَفْعِ مَهانةٍ
والصبرُ عند النائباتِ هَناءُ
نَتَنُ النُّفُوسِ إذَا تَمَرَّدَ ظُلمُها
واستعصَمَتْ فِي قَلْبِها البَلواءُ
لَيْسَ السَّعَادَةُ مَا تُغِلُّ وَإِنَّمَا
فِي الْبُعْدِ عَنْ بَعْضِ النُّفُوسِ دَوَاءُ
الْزَمْ سِراجكَ وَانعمنّ بنورهِ
فمن الجهالةِ اظلمت أرجاءُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق