البحر الخفيف
في مديح بطل
كَم عَرَفْنا مِنَ الْكِرَامِ كِرَامًا
لَمْ نَجِدْ بَيْنَهُم كَجَبْرِكَ جَبْرا
قَدْ بَذَلْتَ النَّفِيسَ مِنْ غَيْرِ عَدٍ
فاعتَلَيتَ الأمْجَادَ مِنْ ذَاكَ قَدْرا
تَرْفَعُ الظُّلْمَ عَنْ قُلُوبِ الثكالى
كُلُّ وَجْهٍ بَعْد الدُّجَى صَارَ بَدْرا
رَافِعًا سَيْفًا فِي وُجُوهِ الْأَعَادِي
كَم حَبَاك الْعَظِيمُ لِلْحَقِّ نَصْرا
مَا ضَرَبْتَ الْوَتِينَ إلَّا بِحَقٍّ
فَمَلَكْتَ الْمَدَى و بَلَّغْتَ أَمْرا
إن تَهاوَتْ عَنِ المسار الْعَوَالِي
وَلَعَقْتَ الندى مِن الخطو مُرَّا
مَا تَوَانَيْتَ عَنْ طَرِيقِ الْمَعَالِي
لَو ذَرَا الصُّبْحُ فِي عيونِكَ جَمْرا
قَدْ بَلَغَتَ الْمُنَى بِثَوْبِ فَخارٍ
رَغْمَ أَنَّ الْعِدَا تُحيطكَ مَكْرا
إيهِ يَا مَركبُ الْفُرَاتِ رُوَيْدًا
قَدْ بَلَغْتَ الذُّرا سَمَاء وَبَحْرا
هَذِهِ الْحَرْبُ لَوْ رَمَتْكَ بِنَارٍ
أَمْطَرَ السَّيْفُ لِلْكَرَامَةِ شَرَّا
فاعقدِ الْعَزْمَ مِنْ رفيفِ الْأَمَانِي
واجْتبِ النَّصْرَ لَوْ تَبَاعَدَ دَهْرا
غَابَ ذِكْرُ الْفُضَيْلِ أِلَّأَكَ دَوْمًا
مَا لِفَضْلٍ لِغَيْرِكُمْ طَابَ ذِكْرا
قِفْ لَهُ فالكريمُ نَهْجُ كِرَامٍ
أَبْدَلَ الْعُسْرَ مِنْ عَطَايَاهُ يُسْرا
يَا عَتِيدًا قَدْ حَازَ كُلَّ الْمَزَايَا
كَبَّرَ الْمَجْدُ فِي سَمَائِكَ جَهْرا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق