حُرْقَةٌ لا تَنطَفِي
شعر : هلال الخويلد
ياعَزُّ عامٌ قد تَوَلَّى وانْقَضَى
ماغِبتِ عن قلبي وما سَكنَ الهَوَى
رِفْقاً بِكُم ياعَزُّ إنَّ الحُبَّ لا
يَرضَى عَذاباَ لِلحبيبِ ولا عَنَا
وعليكِ أُشفِقُ لو عَلِمتِ وإنَّني
أَولَى بإشفاقٍ جُعِلْتُ لكِ الفِدَا
عُذراً إليكِ فإنّني أختَ الشَّقَا
حُمِّلْتُ أثقالاً يَنُوءُ بها الوَرَى
وتَقاطَرَت نَحوِي الصِّعابُ تَرُومُنِي
لو أنَّها نَزَلتْ على طَوْدٍ هَوَى
لمْ تَرفُقِ الأيامُ بي وتَجَهَّمَتْ
لَكأَنّني خَصمٌ وتَبغِينِي الرَّدَى
ياعَزُّ جِئتِ وإنَّ لَيلِي دامِسٌ
ومَسالِكِي ضَلَّتْ فَلا نَجْماً أَرَى
إنْ لمْ تَكوْني قِسمَتِي في هذهِ
فعَساكِ لِي في جَنَّةٍ أَغلَى المُنَى
لَكِ في فؤادي حُرقَةٌ لا تَنطَفِي
وأَظُنُّها لَرفيقَتِي تحتَ الثَّرَى
يالَيتَ دُنيانا تَعودُ بِنا إلَى
عُمْرِ الصِّبَا نَحيا حياةَ الأَبْرِيَا
ونَشِبُّ ياإِلْفِي على رَشْفِ الهَوَى
والشَّملُ مُجتمِعٌ ويَرفُلُ في الهَنَا
ما كُلُّ ما نَرجُوْ مِنَ الدُّنيا دَنَا
ولَطالَما ضَنَّ الزَّمانُ وما سَخَا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق