الأربعاء، 9 أكتوبر 2024

نهر قرطبة / بقلم / بسعيد محمد

 يا نهر قرطبة العظيم

بقلم الأستاذ : بسعيد محمد
تمهيد : تعد قرطبة أعظم مدينة في أوروبا والعالم كله وذلك خلال القرن الرابع الهجري ،و قد امتازت عن بقية المدن بنهرها العظيم، و بجسرها الجميل،و جامعها الأعظم و العلوم و الفنون والحرف والصناعات المختلفة التي كان لها الفضل في ازدهارها وتنوععها ، لقد كانت طرق قرطبة معبدة ومضاءة ليلا ،في الوقت الذي كانت فيه مدن أوروبا مظلمة ليلا ، ونظرا للأهمية التاريخية والاجتماعية و الثقافية التي يتحلى بها الوادي الكبير ،فإنني أجريت معه مناجاة تعكس واقعنا المشتت و الغد المشرق الذي نسعى إلى صنع ملامحه وقسماته الجميلة الخالدة ،
أنت ، يا نهر ، بهجتي و سروري
أنت حبي ووثبتي و عبوري
أنت عانقت كل ربع جميل
و سماء برائعات العصور
أيها الأبيض الجميل المحيا
أنت شدوي و فرحتي و سميري
كم عهود أمضيت تروي أديما
و ثثير المنى وعذب الصفير
ها هنا كان للنوابغ ذكر
يا لقومي من مرتقى وحضور
هاهنا مرتع الفطاحل يحوي
روعة الكون وانتشاء المسير
أنت أطربت بالمناظر عينا
و قلوبا بكل حسن مثير
و منحت النفوس عزما رفيعا
و شعورا أكرم به من شعور !
و رقيت بالحس و الكون مرقى
مستساغا في فرحة و حبور
بين برديك صحف كل فخار
و ورود و همة و عبير
أنت في ميعة الشباب شموخ
و أباء أمام صول الدهور
أنت ما زلت تستثير الروابي
و رحابا في مدلج وبكور
ما ثنى عزمك الجميل خطوب
و مأس من كل عهد مرير
أيها النهر : يا جميل المحيا
امنح القوم يقظة بعطور !
امنح القوم وثبة وعلاء
و أزل جدبنا بسح مطير
و أذ ق عمقنا ضياء و نفحا
من رياض زهت بكل الزهور
أمم شقت الدروب لعز
و طريق مستحسن و منير
أمم حركت جناحا ليوم
.باسم مشرق بهي السفور
كلما أبصر الفؤاد التماعا
يترائ في موكب مسرور
و سم الدفق بالجنى و الأقاحي
و فضاء ذا نشوة و حبور
تاق قلبي إلى الروائع حبا
و صباح ذي روعة مسطور
حان ،ياقوم، ان نحطم قيدا
كبل العمق و انكفاء الضمير
حان يا قوم ان نعانق فجرا
ذا أريج و بهجة و طيور
نبتني مجدنا بكل ثبات
و سمو يشفي الحشا و شعوري
يا لذات عجت بكل جميل
و شروق مستملح مستثير
أنما المجد ان نفتح قلبا
يحضن السعي للعلاء القرير
أنما المجد ان نسابق نجما
يتهادى ،لا حلكة الديجور
و الورود الحسان تهفو لنور
و نشيد يردي ليالي القبور
روعة الأمس نشوة و رنيم
و غدي يحتوي غناء مروري !!!
الوطن العربي : الخميس / / أيار / ماي / 2024


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حضورك وأنا / بقلم / زين صالح

  حضورك وأنا لماذا عليّ أن أحضــــر ؟ دعني منك ، أيها الساذج ،،، وعودك باطلة ، ومن الثرثرة تكثر ... هوّن عليك يا هذا ،،، يا صديق أبليس ،،، ي...