السبت، 28 سبتمبر 2024

تذكرة الموت / بقلم / زينب عياري

 تذكرة الموت

البحر ولون القهوة متشابهان
بينهما خيط رفيع
وتذكرة الموت تلهو في السماء
كأوراق الخريف ترقب موعدها الأخير
ودمعة شاهدة في ساحة الطين
تنعت السؤال
كنصب إغريقي
القهوة في الفنجان لا سكر لها ولا ألوان
خيم عليها السواد
على ضفافها بالونات حائرة
تلوذ بالفرار حزينة دكناء
كدماء الشهداء
ترسم وجوه الأحباب
البارحة كانوا هنا
رحلوا مع اخر موجة
هاج البحر المذعور يضرب وجه الأرض
يسخط سلاحف مشوهة
مذ افقصوا على شواطئنا البيضاء
تطاير الزبد .. يذم صحفا مزيفة
يحصي الذنوب من سرك بلادي
حام الحمام وخيم السحاب
أسراب أسراب
يشيع من بعيد أولائك الأبطال
إلتفتُ ورائي أسأل الغاب
ياراعي الغنم : هل هناك صوت أسفل الجبل
وأنين جسد مشحون بلا ملامح
يزحف للنيل من مسرح ولادتي
وأعين تسكنها الشمس
تعشق التضحية
تضم البهاء هذه العيون الاكثر صفاء
جرس معلق على شفاههم وانفاس ناي
يروي الشعر لوصف المحن
جسد مشحون عيناه فارغتان
يستعوذ من الحياة
يسخر من قبعة ولادي
ومن شَعر أمي الطويل
وكيف تلد كل عام توأمين
من رحم الزرع الاخضر
تنضج مواسم الثمار
من كبد وطني أهزم الأعداء
أدفن حزن أهلي تحت ثوبي
أرش الجمر بالتراب .. أقاتل السراب ...
ياراعي الغنم أخبروني عن غزلان
في حديقة النعناع
دفعوا أرواحهم فدية البلاد
هل مروا من هنا ؟
هل سقطت تذكرة الموت في عربة التاريخ ؟
قال : رأيتهم فرسان
كانوا لفلسطين طوقا ومرسال
تحت أقدامهم نور من السماء
يشق الأرض يقول شهداء
حبيبي يا وطن يا أبطال الوغى
إدهسوا رأس التمساح
اقطعوا ذيل الفضيحة
أريد أرضي وجنتي المعلقة
وخمسون قرنا خلت بلا سنبلة
تحت سقف الشمس
أضخ قصيدة وسؤال
لا " الجبة " ولا العمامة
مسحوا دموع الأرامل واليتامى
سأركب صهوة الإرادة
والشهادة سلاحي ودمي لون الجنة الفيحاء
القدس لنا القدس لنا القدس لنا
بقلمي " زينب عياري " تونس


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

غَباء وغَوْغاء / بقلم / سلوم احمد العيسى

غَباء وغَوْغاء كَمْ مِنْ غَبِيٍّ جَهولٍ لا اعتَبارَ لَهُ قَدْ طَبَّقَتْ أُفُقَ الأخْبارِ شُهْرَتُه بفَضْل حَمْقى،وأَغْثاثٍ يَرَونَ لَهُ فضْل...