السبت، 4 مايو 2024

اعتراف / بقلم / ناصر خضر

 اعتراف

اعترف اني كنت اعيش
طيلة سنواتي الماضية
في اوهام بلهاء
اضعت العمر هباء
لاني لم اعرف يوما
كيف اتلون كالحرباء
او ارتدي لكل مناسبة
وجها
لأعيش منعم امطي الدهماء
لم أتقن تمثيل الدور
على المسرح
كما اتقنه غيري
بكل دهاء
لم أتقن فن التطبيل أوالرقص كما النساء
لم تعجبني كلمات العصر
الجوفاء
طنش عيش اعمل حالك
مش واخد بالك
تاكل عيش
وتعدي كل نقاط التفتيش
نافق داهن وتلون
حيحبوك وتترقى
وتصبح ذو قيمة وقامة
علياء
فذاك زمان لا يعرف حق
النبلاء أو العلماء
فهم في بلادي غير مرغوب فيهم
مطرودين تراهم في كل بلاد العالم غرباء
أما الأدباء فهذي صفة وهمية
كانت في الزمن الماضي
لها شأن
أما اليوم فهو يوم يعلو فيه الجهلاء
وتمنح فيه الأوسمة
لذوي الإعاقة الفكرية
والسفهاء
ما عاد هناك مكان
للعقلاء
انصحك صديقي أن تفتح متجر أو دكان
تبيع فيه الزيف وتربح
لتزيد رصيدك في المصرف
وتهوي إليك قلوب الناس
وتطاردك كل نساء
الأرض
فأنت اليوم تملك قصرا
ومركبة فخمة
وحسابك بالبنك أصبح
متخم بالعملات
وتحمل دفتر شيكات
وترتدي اشيك ألبسة
تحمل اشهر ماركات
وتعد من أهل الحظوة من تفتح لهم الأبواب المنغلقة .
ومن يدعون للتكريم
بالأندية والحفلات
فدع عنك الأوهام
أفق من نومتك
فالعقل اليوم أصبح
نقمة لصاحبه
سوف يراك الناس جننت
لأنك تتكلم بالحكمة والمنطق
فاصمت لا تنطق
سيقولون دعوه مسكين
يهذي بكلمات قد محيت
من قاموس العصر
فما معنى
علم أدب فكر ورقي
وماذا تعني كلمة حرية
لا نعرف لها معنى
او اين تكون
واين ذهب الشرف وضاعت منا الحكمة
اما الصدق فذاك التائه لا يعرف له اهل.او أصحاب
فجميع مبادئنا بيعت
بالأمس او ماتت أو دفنت حية واهيل عليها
تراب
ونعاها جميع الأهل وباتت نسيا منسيا
وغابت عنا غياب
فبكي معي اليوم صديقي على حال الدنيا
فكل معارفنا سراب
فانا ابكي اليوم علينا
وكيف اصبحنا اغراب
.
..........
ناصر خضر


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الراهبُ الثوريُّ / بقلم / الكعبي الكعبي ستار

  الراهبُ الثوريُّ في السجونِ تسجدُ الأحزانُ ثكلى كم تثورُ وتناغيكَ القيودُ بفؤادٍ نزفُهُ صبراً ينوءُ هو دامٍ في المنافي دهرُهُ خوفٌ بليلِ ا...