بقايا كلمات
أريد
أن أكتب قصيدة من
بياض الثلج
و الخيال
و أن أزرع من قلبي للعابرين
زهوراً
تنثر بعطر الياسمين بدرب
ذكراهم
و تهوى بمواسم الأمطار
سفرَ الغيمات
أريدها أن تكون
مثل قبلةُ طفلةٍ للعيدِ
بلفتها الوليدة
كأولاد الفرحين للأوقات
السعيدة
كإشتياق حديثِ الولادة
بحنينهم
بتعطشهم
لصدور الإمهات
أفتشُ
بين زوايا التخيل و على
أطراف الحلم
عن شيء يبشر بالقيامة
المشتهى
لتشتاق إليها كل القلوب
و تتمعن بجمالها
كل النجوم و تشبع بها
كلَ النظرات
يا حرفي المنشود
دلني على باب القوافي
كي أكتبَ عن ملذات
الرحيل بمره
و كيف يبدو وجع الإلغاء
من سيرة الحياة
بين جدران الكآبة حتى
حدود الممات
أفكر أن أكتب قصيدة
بدون كلمات
قصيدة من ريح بلا
جوانب
لا إمرأة فيها تقتلني
و لا تطعنني السنين بصور
الذكريات
أرغبُ بكتابة فكرةٍ
محبِطة جداً
ترتب بداخلي كل الأوجاع
الحنين
و تغفو قليلاً مستلهمة
بالأحلام
بسر الأمس الساكن
برشفة الحكايات
أريد أن أقترب من جدار
المستحيل
و أن أجعل من البعيد
قريب
رغم بعد المسافات
و أن أجمع بمخيلتي
كل القرابين
و كل الذين بأرواحنا
رحلوا
و تركوا بأجسانا تأكلها
الطعنات
أريد
أن أبكي بحضن القصيدة
و أنام قليلاً
و أغفو حيناً و حيناً
أصحو غيماً
بهدوء حلمي الذي رسم
لي الجنة
من الحب و براعم الزهر
التي تحيا بالنسامات
فلم يعد للأشياء معنى
من بعد الراحلين
لا شيء يعود بذاكرتي
لألتقي بذاتي
و أرنو نوراً بمر الوقت
و طول الساعات
لن أعود
و لن يعود
تلك الأيام الماضية
و لا رفقة التحاكي بعشرهِ
اللحظات
فكيف لهذا القلب
أن يستكين
و بكل يوم تطعنه دروب
الهزائمِ
عجبي لهذا الزمان
كيف مازال يلهو بخذلانه
بمر و لوعة الدمعات
كيف يكسر بصلاتي
و دعائي لرب
السموات
مالها علتي
لا تستكن و ترفق بحالي
مالها تحضنني متيمة
كالعاهرات
التي تتراقص بليلها
رغبة الساكرات
أرغب لفكرة أغلبها
لا تغلبني
لتغلب بمعانيها القاسية
كل التوقعات
فكرة
لديها ما يكفي من
الهزيمة
لتعلق خيبتها بجدران
الإحتمالات
فأنا كالغيب العاثر
بباب النجاة
لا الموت يأخذني من
التحجر
و لا الحياة تعطيني
بسمة ما هو
آت
أبحث
عن طريقة جديدة
للكتابة
طريقة لم يسبقني إليها
من قبل أحد
أبحث عن أشياء أخرى
تحملني
لأحيا بملحمتي الطويلة
بفكرة الرغبات
أريد أن أهرب
من قصيدتي القديمة التي
تؤلمني
أريد أن أسيج كل أحزاني
و أبتعد عن زمن الثمل
المدوي
و عن ندم الحماقات
أشتهي قصيدة
بدون تعبٍ ترهقُ ذاكرتي
بلا شرح طويل
يشتت الخيال بلوعة
المفردات
أريد أن أهرب من
ضياعي
من شغب العمر بالأيام
الراحلاتِ
أريد
أن أكتب قصيدتي بلا
لون
سأترك كل أوراقي
خالية
من رواسب الجنون من
مر الخيبات
لكن
عن ماذا سأكتب
و كل حقولي و بساتيني
بلا مطر
قتلها الجفاف الشديد
و غياب الغيث الخفيف
بالقطرات
لا زهوراً تنبت في
جسدي
و لا فوق ياسمينة
الخد
يشرق صباحاً و لا ترقص
الفراشات
أجولُ بغبار السنين العمر
بغربتي
وحيداً أمضي بظلام الأحزان
لسراب العدم
أحاول أن أنجو من زمن
النكبات
و وحدي أتحايل على
الوقت
شريداّ كالمخمور الخمر
فأتوه غريباً
أرشفُ الهمومَ في
الطرقات
لا شيء يملكني
ببقائي
فراغٌ و وهم الإنتظار
يرهقني
فوق نعش الحياة لي
نكسة المقتولِ
لا شيءٌ يبشر بالخير
من القادمات
كل
حروفي هي دامية
بالوحي الحزين
و كل الكلمات قد رست ْ
بحزنها مخيبة ساقطة
كأوراق الخريف اليابسات
يا أيتها الحروف
خذيني لما بعد الألم
و أشبعيني
لكي أسرق من الوجع
أشدها
حتى إذا سقطتُ بالقصيدة
بفكرةٍ ما
رفعتني من سقوط الهلاك
بقايا الكلمات
فعلى النسيان
أن يعيد نفسه قبل
رحيلي
فكل الاشياء إني
نسيتها
إلا زمن الإنكسارات
و لا أملك باب
نجاتي
فالكفر ينتظرني بأي
درب أسلكه
قدرٌ يرنو بإعتزالي
كافراً
و الخيبةُ ترجمني بسقم
كؤوسها
بكل ......... الجهات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق