يوميات أناس عاديين // زلزال الحوز ( 08/09/2023) //18//
422
************
كم هي قاسية الحياة !!! لماذا لم تخبرنْي أنها ستأخذ الإثنين و تهربَ بهما إلى عالم أخاف التلفظ به . لو أخبرتْني كنت سألتقط لهما عشرات الصور .. بل لهرَّبتُهما إلى مكان آمن . اليوم كلما تذكرتُهما هبت ريح صرصر عاتية حاملة معها عطرهما من مقبرة الوجع . فناما بسلام ، بعد اليوم لا أحد سأثق فيه لأحكي له عن أسرار وأقصُّ عليه حالة ألوان أصابها الشحوب بعد غيابكما . حتى أبناؤكما استولت على ملامحهم أحزان كتلك القابعة دوما في عيون البؤساء ، ولم أستطع مفاتحتهم في أمور دنيوية .
رجال كأطفال بكوا بحرقة ، صمتوا بحرقة و أجسادهم أصبحت على وشك الإنهيار .. حزن مشترك كبير أصاب كل العائلات وكل الجيران . أما أنا فقد عاد بي الزمان إلى مرحلة الطفولة .. إلى " رقابة الجيران " الذين كنا نزعجهم بتفاهاتنا التي لم نكن نعيها أنذاك . عاد بي الزمان إلى الغرف الباردة في بيت الوالدين حيث كان بلدنا ينعم بطقس بارد شتاء و أمطارٍ لم تكن تتوقف إلا لتبدأ ، فتهطل لأيامٍ و أسابيعَ .. وبقدر ما كانت تسعد الفلاحين ، كنا نحن نكرهها لأنها كانت تحرمنا من اللعب خلال العطل . عاد بي الزمان إلى أصوات الطيور و رائحة البهائم و الأرض .. إلى أحاديث جدتي بخيالها الواسع في الحكي . عادت بي الذكرى إلى يوم غادرنا القرية إلى المدينة مع موسم جني محاصيل الزيتون الذي كان يعتبر ثمينا و لا يزال ، لتبدأ حكايات لم تنتهِ فصولها .. حكايات تفكرني بعناوين ومضامين سلسلة "اِقرأ" للمربي المغربي " أحمد بوكماخ ك ": // مدينة النحاس // البدوية و الكهرباء/ /يا أخوتي جاء المطر // أحمد والعفريت // الممرضة // الشعب و الحكومة // ..وجزء من هذا الشعبِ سيعاني اليومَ في العراء ، إلى أن تتذكرَه الحكومة .
وبهذا أُنْهي يوميات زلزال الحوز الشؤوم الذي كان يوم 08/09/2023
بقلم
أسيف أسيف // المغرب //
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق