د.عزالدّين أبوميزر
بِأمرِ المَلِكِ ...
أكثَرُ مَا يَتَجَلّى الأمَلُ
حَتّى إنْ وَصَلَ إلَيهِ يَرَاهُ
يُصبِحُ بِجَنَاحَينِ يَطِيرْ
فَيعُودُ وَمَا حَقّقَ أمَلًا
وَبِقَلبٍ مَحسُورٍ وكَسِيرْ
وَامرَأةٌ هي مَنْ كَادَتهُ
بحُسنِ الحِيلَةِ وَالتّدبِيرْ
حَتّى عَن كُلّ النّسوَةِ شَاعَ
لَكَيْدُ نِسَاءِ الأرضِ كَبيرْ
(وَالسّبَبُ بِذلِكَ قَولُ عَفَاكْ)
إذْ قَالُوا فِي يَومٍ صَيّادٌ
خَرَجَ وَكَانَ اليَومُ مَطِيرْ
مَا أنْ ألقَى شَبَكَتَهُ
حَتّى كَانَ الصّيدُ وَفِيرْ
بَاعَ السّمَكَ بِسُوقِ السّمَكِ
وَشَكَرَ اللهَ بِكُلّ سُرُورْ
وَالكُبرَى بَقِيَت كَغِذَاءٍ
يَكفِي الزّوجَينِ بِلَا تَقتِيرْ
أَعجَبَتِ السّمَكَةُ زَوجَتَهُ
وَرَأتهَا مِثلَ القَمَرِ يُنِيرْ
قَالَت لِلمَلِكِ نُقَدّمُهَا
وَعَطَاءُ المَلِكِ يَكُونُ كَثِيرْ
وَتَكُونُ بَدَاءَ الخَيرِ لَنَا
وَلِمَا نَتأمّلُ خَيرَ بَشِيرْ
ذَهَبَ الصّيَادُ وَقدّمَهَا
(لِلمَلِكِ فَقَالَ المَلِكُ عَفَاكْ)
وَأشَارَ بِيَدِهِ أنْ غَادِرْ
فانْقَلَبَ عَلَى عَقِبَيْهَ حَسِيرْ
قَالَت زَوجَتُهُ عَلّ اللهَ
لِخَيرٍ قَد جَعَلَ التّأخِيرْ
وَأعَادَ الكَرّةَ ثَانِيَةَ
(وَالمَلِكُ لَهُ قَد قَالَ عَفَاكْ)
فِي الثّالِثَةِ المَرأةُ قَالَت
عَلّ الحَظَّ يَكُونُ كَبِيرْ
فَالسّمَكَةُ هَذِي المَرّة أكبَرُ
مِن سَابِقَتَيْهَا بِكَثِيرْ
وَأنَا مَن سَوفَ يُقدّمُهَا
وَلَعَلّ بِذَا يَحدُثُ تَغيِيرْ
لَا شَيءَ تَغَيّرَ إلّا القَول
(ثَلَاثًا نَطَقَ المَلِكُ عَفَاكْ)
رَجَعَت وَالقَلبُ بِجَنبَيهَا
بُركَانٌ وَعَلَى وَشَكِ يَثُورْ
أخَذَت مِن دُكّانِ الخُضرَةِ
مَا تَحتَاجُ بِلَا تَبرِيرْ
طَلَبَ الرّجُلُ الثَمَن فَقَالَت
(بِاستِهتارٍ خَمسَ عَفَاكْ)
قَالَ المَرأةُ قَد جُنّت
وَالرّجُلُ الشّهمُ يَكُونُ صَبُورْ
وَمِنَ القَصّابِ بِجَانِبِهِ
قَد أخَذَت مِنهُ رُبعَ جَزُورْ
وَبِلَحظَةِ مِنهَا طَلَبَ الثّمَنَ
(أجَابَتهُ بِالعَشرِ عَفَاكْ)
وَأضَافَت هَذِى عُمْلَتُنَا
وَالمَلِكُ لِمَا قَد قُلتُ ظَهِيرْ
قَد صَارَ الدّرهَمُ وَالدِينَارُ
(بِأمرِ المَلِكِ اليَومَ عَفَاكْ)
سَمِعَ أمينُ العَسَسِ صِيَاحًا
جَاءَ عَلَى عَجَلٍ وَنَفِيرْ
وَاعتَقَلَ الكُلّ وَشَكوَاهُم
أوجَزَهَا هُوَ فِي بِضعِ سُطُورْ
فَهِمَ المَلِكُ وَدَفَعَ الدّينَ
(وَقَالَ لِكُلٍ بَعدُ عَفَاكْ)
وَمَدِينًا أبقَى لِامَرَأةٍ
وَبدَرسٍ أعطَتنِيهِ فَخُورْ
وَأُذِيعَ الخَبَرُ بِأمرِ المَلِكِ
لِكُلِّ مَكَانِ بِالمَعمُورْ
فِي المَمْلَكَةِ بِأنّ الشّكرَ
(وَبَعدَ الدّفعِ بِقَولِ عَفَاكْ)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق