النِّيرَان فِي الْأَوطَان
لَا تَبْكِ يَاعِين عَلى الْأَوْطَان
مَا يُحْدُث سَلْب الْعُقُول وَالْأَدْهَان
يا وَطَن شَعْبُك جَائِع مُهَان
يَبْكِي مِن كَثَّر الذُّل وَ الْهَوَان
شَعْبُك قَهَرَتْه الدُّيُون وَالْأَحْزَان
وَ الْأَمْرَاض وَ الظُّلْم و الطُّغْيَان
تَعَفَّنَت الْعُقُول وَالنُّفُوس وَ الْأَبْدَان
وَسُفِكَت الدِّمَاء بَيْن الْأَخَوَان
رَائِحَة الْمَوْت تَنْتَشِر بِكُل مَكَان
وَتَزْدَاد الْمَدَافِن فِي بِلَادِي وَالْأَكْفَان
وَنِيرَان الْحَرَائِق تَشْتَعِل وَالدُّخَان
لَاشَفِقَة لِأَصْوَات النِّسَاء مِن السَّجَّان
أَطْفَال يَمُوتُون مِن الْفَقْر وَالْحِرْمَان
قَتَلُوا فِيك الْحَجَر وَالشَّجَر وَالْأَنْسَان
سِجِلّ يَاتَارِيخ عَن هَذَا الزَّمَان
تَغْتَال فِيهِ حُرِّيَّة الشُّعُوب وَ البُلْدَان
تَغْتَال فِيه كَرَامَة الْمُوَاطِن وَيُدَان
تَغْتَال الطُّفُولَةكَالْعُصْفُور عَلَى الْأَغْصَان
أُبْكَيْك بِدَمِي يَا أَغْلَى وَطَن
أَنْت أَبِي وَأُمِّي يَاغَالِي الثَّمَن
انْت عِشْقِي وَ قَبْرِي وَالسَّكَن
أَنْت سَعَادَتِي و فَرَحِي وَ الشَّجَن
وَ الدِّفْء و الْحَنَان و الْأَحْضَان
أَنْت فَصَاحَتِي وَكَلَامِي وَ اللِّسَانُ
أَنْت عِزَّتِي وَ فَخْرِي وَالتَّاج الْمَصَان
سِجِل يَا تَارِيخ هَذَا الْبَيَان
لَن تَمُوتِي يَا أرْض قَحْطَان
أَرْض الْمَنَابِر و الْمَآذِن وَ الْأَذَان
أَرْض الْحِكْمَة وَ الْأَيْمَان يَمَان
وَالْجِيَاد وَالسُّيُوف وَأَشْرَس الْفُرْسَان
إلَى مَزْبَلَة التَّارِيخ مَن أُؤْتَمَن وَخَان
آن الْأَوَان لِيَنْفَجِر الْبُرْكَان
وَيَخْرُج الْوَطَن مِن وَسَط النِّيرَان
شَامِخًا حَرًّا رَغْم الِاعْدَاء وَ الْمِحَن
وَ تَتَحَطَّم الْمُؤْامَرَات و الرِّهَان
وَيَعُمّ السَّلَام وَ الْأُخُوَّة وَالْأَمَان
وَيَغْرُدُ الْكَرْوَان الشَّادِي أَطْيَبُ الْأَلْحَان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق