مقال ... وأفعلوا الخير ...
الكاتب
محمد بن الامير عبدالله
ورد في نهاية الاية الكريمة ٧٧ من سورةالحج قوله تعالى :---(( وأفعلوا الخير لعلكم تُفلِحون ..... )) . صدق الله العظيم . هذا امر عام لكل البشرية بأن تفعل الخير ولا يستثنى احد من ذلك . ربط سبحانه وتعالى الفلاح بفعل الخير . لقد رسم طرق الخير والفلاح والنجاح وتحقيق الاماني بما ذكر وما لم يذكر بصريح الذكر الحكيم . الخير هو كل ما ينفع الناس . يقول النبي صلى الله عليه واله وسلم :--- ( ...وتميط الاذى عن الطريق صدقة ... او كما قال . ) الكلمة الطيبة صدقة . الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ماهي الا البداية التي قد شُرّعت الى الفلاح فهي نفع لعموم الناس . التعاون على البر والتقوى وترك الاثم والعدوان . جميع هذه السبل تؤدي الى الفلاح والصلاح ، لكي تسعد الانسانية وتنعم بالخير والفلاح. خلق سبحانه الانس والجن لعبادته اولا ثم لأعمار الارض لقوله تعالى في سورة تبارك :---(( واسعوا في مناكبها .... )) صدق رب العزة . حسب ما ابلغ سبحانه الملائكة بذلك في بداية سورة البقرة عند خلق ادم عليه السلام (( .... اني جاعل في الارض خليفة .... )) صدق رب العزة . ماذا يعمل الخليفة في الارض وهل يترك بلا رقيب ؟ من مهامه هو اعمار الارض والسعي في الاصلاح . وما سن القوانين الربانية اولا الا لاصلاح احوال من في الارض الذين يحتاج حالهم بين الفينة والاخرى الى اصلاحة وذلك لتغول اهل السوء وصناع السوء غير ابهين لما تئول اليه الاحوال العامة للبشر ولذلك سبحانه ارسل رسلهِ تترا الى اهل الارض ( الامم كعاد وثمود وقوم شعيب وقوم لوط ، عليهم السلام ) لأصلاحهم من النكوص عن الحق . وذلك لكثرة الطمع والجشع والافساد الذي يشوب اهل الارض . ويجب ان يبدأ --- الاصلاح وفعل الخير --- من الاسرة وتنظيم علاقتها بقوانين تحفظ حقوق الجميع لكي تستقيم الحياة وتستقيم الاجيال ومنها استقامة الدول لأن المعهود دائما بان الزوجة هي الحلقة الاضعف في المجتمع ولذلك تكون مستهدفة من ضعاف النفوس لافساد المجتمع وتدميره --- فيجب الحفاظ عليها --- اذا حافظنا على الاسرة ووجهناها نحو الوجهة الصحيحة فسيكون المجتمع بخير ومن وراءه الدول بتيجانها وعروشها وملوكها وبشرها . هذا هو فعل الخير فلنسعى جميعا الى فعل الخير ونبذ التطرف والتعالي والتكبر والحقد والحسد وشراء الذمم لتوجيه الامور الى غير وجهتها الصحيحة لافساد الناس ونبذ العنف ضد الجميع كي نعيش بسلام وتحيا البشرية بوئام .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق