من وحي السمراء
أيا من يعاتبني في هواها...
ما ذقت رضابَ لماها...!
صبت من قطر يغار المُدام من شذاها...
خلقت لتَروي من ظَمأ الدنيا مولاها.
فما أثر في مزاجي سواها..
ولا تلمني إن فقدت الصواب عن الصواب في هواها..
فأنا من طربٍ غنّيتُ وهِمْت بها عاشقا ولهانا.
تنبض حياة وتنشط الأرواح...
يملأ الأجواء بهاها...
هدوؤها يتدفق في الشرايين ما أحلاها...
تتراقص على أنغام قصص الحب والحنين ربّاها...
تجمع الأحباب.. وتنسي الهموم...ما أسماها !
يلامس القلوب ، ويعزف على أوتار الروح محياها...في لغة الأحزان أنساها.
فيها تنساب الحروف...
وعبق الصمت رواها...
تنثر ألوانا من الإشراق...
بقصائد عصماء يهمس في الأذن صداها.
ترنو إلى لمسة الجسد وصحو العقل نماها...
وتتلون المعاني في عبير فنجان زهاها.
ألتقط لحظات هامسة من رحيق وقاها.. أستنشق أحلاما وردية بعمق الوجود جلاها.
أيها الساقي...!
لا تكن حارسا لو العقل في حبها تاها...
وازرع أنواع الورود حول رباها...
شراب الناس كأسٌ...
وفنجاني نبعُ الكوثر مرآها..
لا أبَدِّله بالكؤوس طربا...
ولا تطيب نفسي إلا في مغناها..
هي الأعذَب من ضفاف مبسمُها علاها...
صفو مائها جار سَال دُرّا في النعيم مثواها...
كوثر هي سمرائي من نور خَداها...
الزهرُ الخجول من بهجتها فاها...
بستانا تورد جورياً أحمر وشفاها...
هي وحي من السَماء جوهرة دنياها...
في الصدر شهد من خمرتها قد نطق...
يا إله الكون..! وماها ...
عروس الحور السمر من اللؤلؤ جناها...
بيننا لقاء إن لم يُصَبِّح مَسَّاها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق