يوميات أناس عاديين
389
***********
يتذكر آدم يوم قالت له أمه : يا " لقيط ".. يا "ولد الحرام " ، لم يعرف ماذا تعني هذه الكلمة ، و مَن " اخترعها " أول مرة ، أكيد أنه " ابن حرام " ويستحق اللوم ، أما أنا فليس ذنبي أن أكون ابن الحرام أواللقيط .
في مجتمع مسلم ، شيء بَشِعٌ ومُقزِّز أن يكون الإنسان لقيطا ، رغم أنني لحد الساعة لا أعي تماما دلالة هذا اللفظ الذي أسمعه كثيرا في الشارع العام وفي كل الأمكنة .
أن تكون لقيطا يعني أنك حشرة ، يبصق الناس على وجهك فلا ترد عليهم لأنك " شيء " غير مرغوب فيه .. لن تجرؤ أن تُعبِّر في مكان عام بكل أريحية ، لأنك ستتعرض لأبشع تَنمُّر .. لن تشعر إطلاقا أنك كالناس لساعة أو ساعتين في اليوم .. إنك إنسان من الدرجة الثانية .
قد تستحق كل الإحترام الذي تمنحه لك الحياة ، لكن هناك من يمنع عنك الاحتفاء بذلك الاحترام و الاستمتاع به ، في كل المناسبات ، وهو يقول لك : من تكون ؟ ثم يرفع ذقنك بأصبعه في استهزاء ليرى مفعول كلامه في عينيك . سيضيف: أنت عشبة ضارة ، طفيلية ، يجب على المجتمع اقتلاعها ، و رميها جانبا ، كي لا تعود إلى دورة الحياة .
وأنت ، ستشعر بالحياة ، لكن سترغب في الموت مع كل النار التي تتأجج في جوفك . طبعا ، لا يمكن إيقاف أمثال هؤلاء المجانين لأنهم باعوا أرواحهم للشياطين واحتضنوا الجنون ، وقلة الأدب .
بقلم
أسيف أسيف // المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق