الثلاثاء، 15 أكتوبر 2024

جسرُُ و تَجتاحَهُ الطَحالِبُ / بقلم / عبد الكريم الصوفي

  جسرُُ و تَجتاحَهُ الطَحالِبُ )

جِسرُُ منَ الخَشَبِ المُعَتٌَقِ وَلَقَد تَآكَلَ
نَمَت عَلى أخشابِهِ طَحالِبُُ بَعضُُ منَ الأعشاب فَغَدا كالناسِكِ عاجِزاً كَهِلا
إن خَطَوتَ فَوقَه تَرَنٌَحَُ كَأنٌَهُ ثَمِلا
يَنوءُ من تَحتِكَ مُرهَقَاً ويَئِنٌُ شاكِياً من ضَعفِهِ وَجِلا
وتوشِكُ أن تَذِلٌَ بِكَ القَدَمين وتَميدَ من تَحتِكَ أرجُلا
وتَحسَبُ نَفسَكَ عِندَ العُبور
كَأنٌَما أصابَكَ في جِسمِكَ شَلَلا
تَخشى السُقوط في الجَدوَلِ والماءُ فيهِ موحِلا
يا بِئسَهُ بَينَ الجُسور عَبَثَت بِهِ تِلكَ الدُهور فأسرَفَت في نَخرِهِ تَرادَفَت عِلَلا
ما كُنتُ أعبُرَهُ لو لَم تَكُن مِن خَلفهِ غادَتي وبدا طَيفُها عَبرَهُ ماثِلا
وشَدوها يَملَأُ الغابات كَأنٌَما بُلبُلُُ لِصَوتِها إنتَحَلَ
تُنشِدُ قَصيدَةً لِلهَوى سَوفَ يَأتي فارِسي كالبَدرِ مُكتَمِلا
ويُزهِرُ ما بَينَنا النَرجِسُ يُرسِلُ لِروحِنا الأمَلَ
فَعَبَرتُ جِسرها ودَخَلتُ كوخَها مُفاخِراً بالعُبور كأنٌَني في جُرأتي بَطَلا
فأُجفِلَت مَهرَتي لِلَحظَةٍ من بَعدِها أسبَلَت جَفنَها تَدَلٌُلا
عَبَرتَهُ يا فارِسي وأنتَ تَرتَجِلُ ؟
أجَبتَها يا وَيحَهُ كَم هُوَ مُهمَلُ
فَرَدٌَدَت لكِنٌَكَ في العُبورِ تُذهِلُ
فَسَرٌَني قَولها وَغَرٌَني يا بِئسهُ الخَطَلُ
أسمَعتَها قَصيدَةً عَصماء يُزجي حُروفَها الغَزَلُ
تَثاءَبَت كَأنٌَما أصابَها المَلَلُ
قُلتُ في خاطِري عَلٌَها لا تُؤمِنُ بِحُبٌِيَ العُذري وبالمَديحِ لا تَحفَلُ
أو بالكَلامِ والقَوافي حينَما تَستَرسِلُ
فَما هُوَ العَمَلُ هَل أصمُتُ أم لِلقَصيدِ أُكمِلُ ؟
نَظَرَت لي نَظرَةً فيها العِتابٍ كَأنٌَها تَسألُ
هَل جِئتَ تُنشِدُ لِيَ القَصيد يا أيٌُها المُغَفٌَلُ ؟
وقَد عَبَرتَ جِسرِيَ الخَطِرُ
ألا تُجيدُ سِوى هذا الكَلام ؟
وإن يَكُن يَقطُرُ من حَرفِهِ العَسَلُ
وأومَأت من لَحظِها يَزينُها التَأمٌُلُ
و أسبَلَت لي جَفنَها تَبَسٌَمَت وكُنتُ من دَهشَتي مُذهَلُ
وبالَغَت في حُسنِها يا وَيحَهُ في طَبعِيَ الخَجَلُ
أفَقتُ من غَفلَتي لِسورَةِ يوسُفَ أُرَتٌِلُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقيٌَة ..... سورية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مظلة الحب / بقلم / عقاد ميلودة

  مظلة الحب مظلة الحب لما تغطينا تفتح المشاعر ينابيعا تسقينا تنسينا ما مضى وتحيينا همسات مدوية تسافر بنا لعالم متفرد خلق لأجلنا حبيبي لم تنط...