غربةٌ و ذكريات
غربتي طالتْ بينَ جدرانِ الوقتِ
تنهداتُ التوقِ خانقةٌ مطبقةٌ على صدري ..
غريبةٌ أنا في زمنِ الغرابةِ
لمْ أكنْ في غربتي إلا هامشاً منسياً ..
أحنُ للماضي بحلوهِ و مرّهِ
أحنُ إلى دارنا المنسيةِ و ضيقِ زقاقنا
فيهِ كانَ يحلو لنا اللعبُ على ضوءِ القمرِ ..
أتوقُ لصحبةِ بناتِ الحيِّ و ليالي السمر ..
و إلى خبزِ أُمي و قهوةِ أُمي وصوتِها
و هي تدندنُ أغنيةً جميلةً منْ التراثِ
كنتُ أقرأُ عشقاً في نظراتِ أُمي
و ابتسامةً كانتْ ترتسمُ على شفتيها ..
لا أنسى حنانَ أخي و لهفتَهُ حينَ أعودُ منْ مدرستي
و أُختي التي كانتْ تحملُ كتبي و بيدها دميتي ..
أما والدي كانَ سندي و عضدي و أماناً ليْ من خوفي
و قلقي دفئُ صدرهِ أنسى فيهِ برودةَ أناملي ..
أذكرُ أعراسَ الحيّ وزفةَ العروسِ وهلاهيلَ النسوةِ
تُشجي الفؤادَ
و عراضةَ الرجالِ شاميةً و بريقَ السيوفِ و لحنَ ترسها
ينثرُ الفرحَ في الارجاءِ ..
أتوقُ إلى شرفتنا التي تتوسطُ الأقصى و كنيسةَ القيامةِ
أتوقُ لسماعِ الأجراسِ و رفعِ الآذانِ ..
أشتاقُ لهطولِ الثلجِ في كلِّ شتاءٍ ..
الغربةُ كربةٌ ضاعتْ فيها أمانينا
باتَ الخوفُ خوفانْ
خوفٌ من ماضٍ معلومٍ
و من مستقبلٍ مبهمٍ غيرُ مفهومٍ .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق