نداء الممكن
عندما نتأمّل من حولنا جمال الكون وقسامته يتّقد بالقلب إحساس بهيّ بروعة الوجود وبنشوة الكينونة، ببَـهـار الأقدار ووضاءة الاكتمال ...تتهلّل الرّوح وتنتفض الأحاسيس من خفوت الموجود وتعترينا غَشْيةٌ ترتق فتوقا وتكفكف نزفا سخيّا نجيعه ...
تتملّكنا أحاسيس فائقة الأثر فينتعشُ القلب ويصحو من سبات قد طال تزمينه ..
تتّقد المجامر التي خبا لهيبها وتجود المحابر بأعذب المفردات وتتوشّح الآفاق بألوان الرّبيع وأطياف الخلود ..
نغادر بالفكر أزقـةً دكنـاء كانت ضيّقة الآفاق محدودة المسافات والمساحات .. لنطالع إبداع الوجود وروعة النّشوء فنتوغّل في أروقة فسيحة بلا حدود وشرفات تنأى بناظرينا عن العتمة لننفتح على آفاق النّور الآسر ...
وفي سهوب وسيعة تدرج الخطوات
تنساب أطيافنا مختالة تحت سماء لازورديّة السّحنة وارفة الوضح ...نعانق الخيال إن لم يسعفنا الواقع بما نريد ...
ليس علينا أن نرضى بما يحدّ من قدراتنا ويأسر بداخلنا الطّموح مادام العزم شعلة تتّقد بداخلنا فلا تخبو جذوتها ....تتهافت في صمتنا التهيؤات وتجتاح التّفكير رواسب من إيقاع الزّمن وبقايا من الذّكرى لذلك نلوذ بصخب الأمنيات وننشد إيقاعا حالما لتزدان أويقات الإيناس بأطايب وعطور.. تأخذنا أخيلتنا في جولة نحو منشود تترقرق ينابيعه سخاء وتمتلئ كلّ الفراغات فيه حبًّــا وإيثارا ...
ومن جوف الامتناع نستخلص عُنوَة زادنا من الممكن ...فلنطلق أجنحة الخيال من أسرها فالتّحليق ليس مستحيلا ...
أ. نعيمة البرقاوي
تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق