ضَحِيَّة الغَدرْ
أيَا قلبُ ها قَد احتَرَقتَ
ولم يَبقَ مِنكَ الَّا الرَّمادْ
أفنَيتَ عُمرً تُدلِّـلُها تَروِيها
و لمَّا ظمِئتَ آثَرَت البِعادْ
وباتَت أجفانٌ تَشتكِي السًَهدُ
لم ترحَمها وتبلَّدَت كالجَمادْ
وأيادٍ ترتاح كلَّما لمسَتها
الأنَ رَعشتُها سَكبَت المِدَادْ
وأقدَامٌ سَبَقت قلبي إليها
الأن تتعثَّـر تفضِّلُ الرُّقادْ
وقَدٌّ كان متجَمِّرًا بالحسن
الأن مُصفرّا مائِلٌ للسَّوَادْ
و جسدًا كان فتيا غَضًا
بات يقاسي وَهَنًا و اجهادْ
كنتِ عبلتي أشتاق إليكٌ
عِشقي فاقَ حُب بن شدَّادْ
و ولعِي وحنِيني كم فاق
وَصف زهير لعشِيقتِهِ سُعادْ
كأنِّي زُلَيخَةَ في عِشقِها
للرَّمق الأخِيرِ أنتِ المُرَادْ
قالت صِفنِي فوصَفتُ حُسنُها
ما كنتُ أحسَبها تضمٌر البِِعَادْ
هَجرتنِي سَقيم الهوَى أحتارُ
فأخُطُّ بسَبَّابتِي في الرَّمَادْ
بعثتُ حادٍ بالوادي عُودِي
اعتَلَّ القلبُ تلِفَت الأكبادْ
د. صلاح شوقي
مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق