خِدَاعَاتُ الْهَوَى
... الشَّاعر الأَديب إِجْتِمَاعِيَّةٌ ..
....... محمد عبد القادر زعرورة ...
الْشَّوْقُ فِي قَلْبِ الْمُحِبِّ
مُشْتَعِلَاً كَنَارٍ فِي الْهَشِيْمِ
وَالْمَاءُ يَجْرِي تَحْتَهُ مُتَدَ
فِّقَاً يَسِيْلُ كَشَلَّالٍ عَظِيْمِ
تُرَاوِغُهُ الْحَبِيْبَةُ فِي هَوَاهَا
وَيَحْبُو خَلْفَهَا حَبْوَ الْفَطِيْمِ
وَلَا يَدْرِي خِدَاعَاتِ الْهَوَى
بِقَلْبِ عَاشِقَةٍ خَبِيْثٍ وَسَقِيْمِ
تُحَرِّكُهُ بِرَغْبَتِهَا كَتَحْرِيْكِ الْدُّمَى
بِخَيْطِ الْخُبْثِ وَكَفٍّ لِلَّئِيْمِ
وَتَقْذِفُهُ مَتَى شَاءَتْ يَدَاهَا
كَعِيْدَانٍ لِتَحْرِقَهُ نَارُ الْجَحِيْمِ
وَيُسْعِدُهَا تَرَاهُ حَزِيْنَاً وَيَرْ
جُوْهَا الْمَوَدَّةَ لِلْحِبِّ الْحَمِيْمِ
وَيَسْتَصْرِخُ هَوَاهَا فَلَا مُجِيْبُ
كَأَنَّ هَوَاهُ لِغَرِيْمٍ خَصِيْمِ
وَأَنَّ صُرَاخَهُ يَذْهَبُ هَبَاءً
بِصَحْرَاءٍ بِلَا قَلْبٍ رَحِيْمِ
كَأَنَّ هَوَاهُ يَعِيْشُ بِبَطْنِ
وَادٍ لِلْوُحُوْشِ بِلَا كَلِيْمِ
وَلَا سَمِيْعٍ يَسْتَجِيْبُ نِدَاءَهُ
لِيَرْحَمَهُ وَيُنْجِيْهِ شَرَّ الْرَّجِيْمِ
كَأَنَّ الْحُبَّ لَعِبٌ بِالْمَشَاعِرِ
كِلَا الْجِنْسَيْنِ يَفْخَرُ كَالْفَهِيْمِ
كَأَنَّ الْحُبَّ مَلْهَاةٌ وَسُخْرِيَةٌ
لِتَعْبِئَةِ الْفَرَاغِ بِتَبْرِيْرٍ عَقِيْمِ
كَأَنَّ الْعِشْقَ فِي الْزَّمَنِ وَبَاءٌ
يَقْتُلُ صَاحِبَ الْحِسِّ الْسَّلِيْمِ
إِذَا عَشِقَ الْفَقِيْرُ يُلَامُ دَوْ
مَاً وَيَشْتَعِلُ الْصِّرَاعُ كَالْغَرِيْمِ
وَإِنْ عَشِقَ الْغَنِيُّ يَصِيْرُ خِلْ
لَاً وَنُسْمِعُهُ حَدِيْثَاً كَالْنَّسِيْمِ
كَأَنَّ الْمَالَ مِصْبَاحٌ مُنِيْرٌ
يُنِيْرُ الْدَّرْبَ لِمَعْشُوْقٍ حَلِيْمِ
غَرِيْبٌ أَنْ نَرَى الْشُّبَّانَ تَلْعَبُ
كَتُجَّارِ الْرَّقِيْقِ بِعَاطِفَةِ الْحَرِيْمِ
غَرِيْبٌ أَنْ نَرَى الْفَتَيَاتِ تَلْ
هُو بإِحْسَاسِ الْشَّبَابِ الْمُسْتَقِيْمِ
مُخَادَعَةٌ وَزَيْفٌ فِي الْمَشَاعِر
نِهَايَتُهَا الْذَّهَابُ إِلَى الْجَحِيْمِ
وَكَانَ الْعِشْقُ بَيْنَ الْعَاشِقَيْنَ
نَظِيْفَاً طَاهِرَاً بِالْعَصْرِ الْقَدِيْمِ
وَكَانَ الْعِشْقُ يَسْمُو لِلْأَعَالِي
بِرُوْحِ الْعَاشِقِيْنَ إِلَى الْنُّجُوْمِ

