أرى البدرَ فيك
إن طلع البدرُ ذكَرتُك
وكُلّ مُشبَّه بالبدر يَبقى محسوداً
و رغم بُعده
أظَلّ إليه مشدوداً
كأنّك هناك حقاً
أتحسّسُ ثناياك
لَعَلّي أبلغ المنشود
وإن نَزل الغيثُ
تهيّأتُك تلك القطرات التي
تُداعِب زجاج نافذتي
و أزهاري وَ عُودا
تُراوِدُها
و تَسقيها رُضاب الحياة
لا تطلبُ منها مُقابلَ
ولا هي أعطت وُعُودا
وإن أثلَجَت
اشتقتُ إلى حُضنك
كأن المِدفأة فيه و وَقُودا
وكُلّما ٱبيَضَّت الأشجار بالثلج
ازدَدتُ شَوقا لِحرارتك
وصبري بات محدودا
كُلّما حدّثوا عن الحب
انسحبتُ
لأنني أخشى عليك
وأغار إن وَصَفتُك
فالناس يعرفون الصِّدق فيّ معهودا
و أخاف أن يُداعب بَصرٌ جسمك
فلا يستثني جذعا
ولا خصرا أو خدودا
مالي في عشقك !؟
تَذلّلتُ طواعية،
وسلّمتُ صِك عبوديتي،
و أنت بَدرٌ
لِكُل عَين بات مَرصُودا
يا بدر لا تهزأ بي
إنْ أمضيتُ الليلَ أرصدُك
فالعمر أمسى بمَطلعك مَعقُودا
و ما دام الخِلّ يُشبهك
والبابُ بالبُعد موصدا
تظل أنت معبودا
وأظل انا رغم النّوى محسودا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق