رحلة دون زمكان
أُمعِنُ الإبصار فيّ،
فلا يُعجبني ما رأيتُ.
أسأَمُني، و أمتعض مُتمتِما و أبصق..
فأنزع أطمارا كانت علَيّ
و مَن غيرُها يَصدُق..!؟
تتفرّصُ في تضاريسي و وِهادي
دون أن تستحي ..
تسرُد على مسمعي نفَرا مِن القبح،
أسلخُني أصلاً..
فتزداد اشمئزازا و تُشيح عني..
أفتحُ بوّابات صدري، و فيَّ
فتَخرج أدخنة سوداء
من قلبي الابيض...
أشجُّ جمجمتي عموديا
لأنني مللت التمدد أفقيا،
فتتطاير منه بذاءات
متعددة الأجنحة،
كانت معشِّشة في حِجري
وليس في ذلك حَلف لمُكذّبِيّ..
تُصفّر الريح في أروَقة جسدي
و بين أضلع معوجّة
وغير متماثلة..
أفتقدُ ضلعا..
لا يهم، هكذا يقِلُّ قبحُ القفَص
أعود لأسألني:
كيف أنا الآن بما بقي بي..!؟
فإذا المرآة تدير ظهرها
وإذا أنا أسوأ مما كنت ..
فلا أشتُمُني،
لأنّ شَتم نفسي اهتمام،
و هل تستأهل نفسي القبيحة
من الإهتمام قطميرا ...!؟
أتدثّر حينها بالتمثيل،
فأتقمّص مظهر الراضي
الرصين الذي،
بِعَطسة نملة يَميل..
و تعلو بداخلي ضحكات الشماتة
والإحتقار ... وكلمات فظة..
فأستغفر ربّي،
و أتكئ على جدار يكاد أن ينقضّ..
مُستحيِيا مِن رحلتي التي،
ما غادرتُ خلالها مَوقعي
ولا أصبتُ فيها مِن نصَبي...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق