أيتها الصحراء
خذيني إليك خذيني
لأهرب منك إليك
وأسرح فيك وأبحر
خذيني أبث إليك إغترابي
وأشكو إليك وجعي الدفين
وأشعر لأنسى وأذكر
أتوه لأثمل وأسكر
أَعُودُ إِلَيْكِ
وأروي لك بالصمت الجميل الغريب
حكاية أمسي
فاسمعي مني كلامي وهمسي
فلي زخم من الذكرى
ولي حكايات
دعيني أروي لك قصصاً توارت
من زمن مضى
دعيني أروي لك حكايا الطفولة
وأذكر فيك أيام الشباب
وأروي بعيني حين تسافر
في الرحب والبيد وهاذي الفيافي
في الرمل والقفر وهذا اليباب
أحاول تفكيك لغز وذكرى
وذكرى معناة وطيف عذاب
وسر لمشهد رحب ومقفر
أسافر فيك بروحي وعيني وأبحر
وأصنع الموج بحراً
برمل التراب ووهم السراب
وأروي للعاشقين الحيارى
كَيْفَ ارْتَحَلْتُ وَرَاءَ السَّرَاب
فيك السكينة والصمت المريب
والحسن والخوف والجوع
ومعنى الغريب
وفي حضنك كم عطشت
وهزني الشوق حنيناً فاشتقت
لشدو الناي وصوت الرباب
وعند الهجير وبين الظلام
وفيك ألفت هديل الحمام
وهذا السلام فعز الكلام
ومنك سمعت نواح اليمام
وأشجاني فيك نعيق الغراب
تعلمت فيك كيف أكون غريباً
تعلمت كيف أحن واشتاق
كيف أكون صريع الغرام
وكيف عشقت الضبى في فيافيك
وحيداً أناجي ربي وأعبد
أحدث نفسي أحاور بالصمت
عني وعن الطيف والوهم
وفيك تعلمت
زئير الأسود وخفق البروق
وصوت الرعود ومسرى الضباب
تعلمت كَيْفَ صَحِبْتُ الذئَابْ
وعشقي لك علمني
كيف أكون صبوراً شجاعاً
كيف أحب السكون وأحلم
وأعشق العتم والوحشة
و لا أخاف الوحوش
وحتى الضواري تجيب أنيني
خُذينِي إِلَيْكِ لأبرد لأدفأ
وَلَا تَتْرُكِينِي
أَعُودُ إِلَى القَفْرِ فيك لأرتاح
فلَا تَتْرُكِينِي خذيني
أُفَتِّشُ عَنْ مَنْبَعٍ فِي الصُّخُورْ
حين الهجير والقحط
لما تسافر الشمس فيك هجيراً
حين تهب بالرمل الرياح
أفتش عَنِ الوَرْدِ فِي الرَّمْلِ
أنا العاشق في فيافيك خذيني
لأعرف في البيد معنى الصباح
خذيني ولَا تَتْرُكِينِي
لِنور المدينة للجدر والضيق
لزيف القصور
دعيني في حضنك واطلقيني
لِزمْجَرَةِ الشَّمْسِ على هامتي
وصفع الرمال فوق جبيني
لصوت الريح عند العواصف
لِحُرْقَةِ اغترابي الدَّفِينِ
خذيني إِلَيْكِ ولا تتركيني
سميربن التبريزي حفصاوي- تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق