الجمعة، 4 أكتوبر 2024

الحب في دهب / بقلم / محمود عبد الفضيل

 قصة قصيرة

الحب في دهب
للكاتب المصري م محمود عبد الفضيل
في السنه النهائيه وقبيل التخرج من كلية الهندسه لم يزل يراودني حلم السفر للخارج و الفرصه متاحه قبل السنه النهائيه .الباسبور جاهز و صفتي كطالب تسمح لي بالسفر فترة الاجازه الصيفيه للسياحة و لكن الحالة الماديه لم تكن علي مايرام رغم سفري في الاعوام السابقه إلي الاردن و أعراق خلال الإجازات الصيفيه للعمل هناك إلا أن رغبتي هذه المرة للسفر إلي أوروبا أو امريكا للاستقرار و الهجرة ذلك الحلم الذي راود الكثيرين من أبناء جيلي .
منهم من حصل علي الجرين كارت بسهوله لوجود أقارب له هناك وتم تزويجه من أحدي الأمريكيات عن طريق مراكز اسلاميه هناك و اخرون تزوجوا عن طريق المراسله و النت اما أنا فقد عجزت عن السفر و لم املك رفاهيه التجربه بسبب الحاله الماديه و لكن ظل الحلم بداخلي خاصه بعد خروجي من ازمه عاطفيه قاسيه علاجها الهرب و البعد عن الإمكان و اللجوء إلي النسيان
قررت السفر إلي ابعد مكان وهو دهب و التحقت بالعمل هناك في أحدي الكافيهات المطله علي البحر و بالفعل ركبت الباص من القاهره متجها إلي تلك المدينه الباص يضم
سائحين من جنسيات مختلفه و متنوعي السن بدايه من ١٨ عام حتي ٩٠ عاما وعدد قليل من الشباب المصريين اللاعبين للعمل هناك خلال فترة الصيف
في الباص تشعر انك في عالم اخر و كأنك انتقلت عبر اله المكان دون مغادرة الحدود
و جلست بجواري تلك الفتاه الجميله ذات الشعر الغجري و العيون الزرقاء و البشره البيضاء وفي نفس الوقت ملامحها شرقيه وكأنها كوكتيل من حضارات الشرق و الغرب كمشروب اشتراوس بالجنزبيل و بشئ من العفويه بدأت في فتح حوار معها قتلا للوقت و لمسافه الرحله الطويله و كلما نظرت إليها سرت فرحه بداخلي لم أشعر بها من قبل مزيج من المتعه الحسيه و الروحيه معا و كأنني في حاله سمو روحي كممارس اليوجا و في نفس الوقت كل مشاعر الإثارة و الرغبه تجتاح كل أجزاء جسمي فلا هو شعور افلاطوني كما كان في السابق و لا هو متعه جسدية فقط
و من خلال حديثها لفت نظري أجادتها للعربيه و من ثم بدأت في تناول أطراف الحديث معها و تعجبي من كونها اجنبيه و تتقن العربيه و علمت من خلال الحديث أنها تدرس العربيه في جامعه السوربون و مغرمه بالمستشرق جارودي
و بدأنا
نتسامر في أمور الحياه و الثقافه و الأديان والمذاهب
و كم كنت متعجبا من معلوماتها الغزيره عن المنطقه العربيه و الأديان و الطوائف و هي سعيده بالتحدث باللغه العربيه و معرفه شاب من ثقافه مختلفه
و من خلال الحديث علمت انها يهوديه عاش جدها في مصر فترة طويله و هاجر إلي إسرائيل بعد طرد اليهود من مصر و قررت قضاء جزء من إجازتها في دهب قبل الذهاب إلي باريس
و مع تصاعد الحوار بيننا عرضت عليها الزواج
لم تتفاجأ من الطلب و لكنها أرادت أن تستفسر عن بعض الاشياء منها هل يجوز الزواج و عندما أكدت لها أنه لا يوجد اي مشكله طالما هي من اهل الكتاب
ابتسمت في خجل و تساءلت هل سيقبلني اهلك
رددت في هدوء و لما لا و لكن لماذا لا نعيش في مكان آخر مثل سويسرا مثلا او اي بلد محايد بعيد عن الجدال و الضوضاء
وهنا طلبت أن تستكمل دراستها و أن تحتفظ بدياناتها
و هنا هززت رأسي بالموافقه فلا مانع أن يدرس الإنسان ما يحب و أن يدين بما يعتقده
فما يجمعنا هو الحب
طيب و الأولاد نسميهم ايه ؟ سؤالها مباغت و خبيث
صمت بره و انطلقت معلقا أحنا أكيد مش هنسمي شمعون ولا ياكوف احنا نسمي موسي وممكن هارون و لو بنت مريم تمام كده
ابتسمت بإعجاب من سرعه رد فعلي و اجابتي علي استفساراتها بتلقائيه و كأني أقرأ الإجابات من كتاب مفتوح أمامي
واردفت قائله أنا أرفض التعدد
ضحكت بصوت مسموع مرددا مش انتي بس عندنا في البلد كله بيرفض التعدد
ضحكت بصوت اكثر ضجيجا أستاء منه من يجلس بجوارنا
اقترب الباص من كمين المدينه
وفتح الباب زواج منه امين شرطه و نظر بداخل الأتوبيس نظرة فاحصة و لفت نظره جلوسي بجوار السائحة الشقراء
و توجه إلينا و طلب منها الباسبور ثم طلب مني أثبات الشخصيه
و بصوت جهوري طلب نزول كل المصريين من الأتوبيس
توقف الأتوبيس ربع ساعه
صعد من الشباب من يحمل تصريح عمل من فندق او كافيه و هم قليل اما الباقي فمكث في الكمين و تحرك الأتوبيس إلي دهب و نحن علي الأرض
نظرت إلي نظره مودعه و أشارت إلي بيدها
و انا ايضا لوحت بيدي لها
و اتجهت للجانب الآخر من الطريق انتظر اتوبيس للعوده إلي القاهرة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خذني إليك / بقلم / احمدشرباابوفراس

خذني إليك عروس البحر هيّا كلّميني حبّكِ قد عشعش في وتيني ببعدكِ عنّي صار الحر قرّاً تعالي ياحبيبتي زمّليني علامَ تهربين عن طريقي وكنتِ بالتم...