الخميس، 2 مايو 2024

أبحرتُ / بقلم / ابراهيم خضور

 أبحرتُ كلَّما خلتُ الوصول

تدَافعتْ أشواقي إليكِ
إلى مرافئ عينيكِ...
وأنا منْ زمنٍ أرومُ الولوج
إلى عروجِ النّخيل
إلى كرومِ اللذَّةِ
ورياضٍ تملأُ النَّفسَ حبورْ
إلى فضاءاتٍ تهيمُ بها الرّوح
تصلُ مشارفَ النّورْ
على تُخومِ النُّجومِ تحوم
حَملتني أشواقي اليومَ
إلى ضياءِ عينيكِ
رَمتني في فيض عشقٍ
أشعلَ النَّفس سرورْ
دثّرتني شمسكِ
من خوفي المتناثرِ
على مساحة تيهِ القصائدِ
وضلالِ النَّثرِ في السُّطورْ
رمتني بينَ يديكِ
غربةٌ في الحروفْ...
أرعبتني عُجمةُ المعاني
في نشوة الحديثِ، في النصوصْ
في ثورة العيون، في الوجومْ
في تكدُّر الماءِ، في الصّفاءِ
في تخاريف الفهمِ، في التجهيلِ
إلى تمرُّد اللغوِ في العقولْ
تاهتْ سرائرُ... غُمَّتْ بصائرُ
نُهبتْ نفائسُ... دُكَّتْ حصونْ
تأوَّلتْ حقائق تسطعُ بالنّورْ
وشابَ طُهرَ المناهلِ خطلٌ
تلبّدت سماءُ الأخطل كآبةً
حار في يقينه الفطين
وسرى إلى سبحٍ في الظّنونْ
٭ ٭ ٭
في عينيكِ أسرجتُ الموجَ
تأبَّطتُ الشَّدائدَ...
يمّمتُ غِمار الخطوبِ
بدأتُ رحلةَ العشقِ خشوعْ
أغراني بريقُ اللآلئ
تزاحمتْ في النّفس الضروبْ
غُصتُ فيها حُجباً وسفورْ
فما اعتراني كللٌ
ولا شعرتُ بالنّفورْ
لم أصلْ... وظمأي يشتدّ
وكؤوس النّور مُترعةٌ
وشوقي ناهلٌ لا يرتوي
فصبيبُ الشَّوق لا يُطفئُ الوجدَ
إنّما يُزكي السِّعار في النّفوسْ
يَزيدُ مداركَ الضليلِ قصورْ
هيهاتَ لقاصرٍ جزوعْ
فطنةٌ أو السَّبيلَ بلوغْ
فليس لجاحدٍ هدايةٌ
أبٌ وأمٌ للضلالةِ العَنودْ
٭ ٭ ٭
إلى عينيكِ بدأتُ الرِّحلةَ
حينَ أضناني الشَّوقُ
اعترى خيلي الجُّموحْ
اعتمرتْ بالعشقِ الضُّلوعْ
وضجَّت بها أسرارُ الحروفْ
كلّما طرقتُ باباً فاحَ بالمنى
أغرتني اللهفة بالدّخولْ
وأشرعتْ في القلب الفضولْ
فأمتطي الأحقابَ بحثاً
أيمِّمُ إبحاراً في العصورْ
أنقِّب في راسخاتِ البيان...
لتطمأن بها لُبَبُ القلوبْ
فما زلتُ في سُفن المداركِ
أغبُّ خَمرتي من دُرر العيونْ
لم أرتوِ من عشقيَ الجَارفِ
وأبحرتُ كلّما خُلتُ الوصولْ
ابراهيم خضور


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حضورك وأنا / بقلم / زين صالح

  حضورك وأنا لماذا عليّ أن أحضــــر ؟ دعني منك ، أيها الساذج ،،، وعودك باطلة ، ومن الثرثرة تكثر ... هوّن عليك يا هذا ،،، يا صديق أبليس ،،، ي...